اعتبر وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح أن «القمة العربية الـ 32 في جدة تمثل انطلاقة جديدة لعملنا العربي المشترك، من خلال أخذ زمام المبادرة والسعي نحو الاتفاق على الرؤى المشتركة لأولويات العمل العربي المشترك، بما يصب في مصلحة المنطقة، وينعكس على أمنها واستقرارها ورفاهية شعوبها ومواجهة التحديات الجسام والمخاطر المحيطة بعالمنا العربي وانعكاساتها إقليميا ودوليا».

جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته الـ 160، والتي عقدت أمس في القاهرة لمناقشة البنود المدرجة على جدول الأعمال والقرارات والموضوعات المعنية بدعم وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في مختلف المجالات، وما تضمنته البنود المدرجة كذلك من قضايا ومواضيع تتعلق بالتطورات الراهنة في المنطقة، وبحث سبل مضاعفة الجهود لتحقيق الرؤى المشتركة في مواجهة التحديات المحيطة بالعالم العربي وانعكاسات ما يحدث إقليميا ودوليا وآثارها على أمننا واستقرارنا.

Ad

وألقى وزير الخارجية كلمة بهذا الاجتماع قال فيها إن «القضية الفلسطينية تظل في واجهة القضايا التي تشهدها منطقتنا العربية خاصة مع تصاعد العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني الشقيق، واستمرار الاقتحامات اليومية للحرم القدسي الشريف»، مضيفا أن الكويت قدمت مرافعة خطية لمحكمة العدل الدولية من أجل إصدار المحكمة فتوى بشأن الآثار المترتبة على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمر بحق الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن الكويت مستمرة على موقفها الثابت والمبدئي في دعم الحق الفلسطيني المبني على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وصولا إلى إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

صوت الحكمة والحوار

وأضاف وزير الخارجية أن الكويت تعرب عن بالغ قلقها جراء استمرار الاشتباكات المسلحة في السودان وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى الوقف الفوري للتصعيد وتغليب صوت الحكمة والحوار لتجاوز الخلافات والعودة للمسار السياسي السلمي بما يحفظ للسودان أمنه واستقراره ووحدة أراضيه.

وفيما يتعلق بالأوضاع في اليمن، أوضح أن الكويت تشيد بدور الأمم المتحدة وجهود كل الدول التي ساهمت في عملية إفراغ الخزان النفطي العائم «صافر»، والتي حالت دون وقوع كارثة بيئية، مجددا التزام الكويت بالوقوف مع وحدة واستقرار اليمن ودعم الجهود التي تسهم نحو الوصول لحل سياسي شامل لإنهاء الأزمة.

وأردف: «اننا نتابع باهتمام وعناية تطورات مسار الوصول إلى حلول توافقية تسهم في الدفع بالعملية السياسية في ليبيا، وكلنا أمل أن تتمخض هذه الجهود للوصول إلى إجراء انتخابات وطنية بما يحقق تطلعات الشعب الليبي ويضع حدا لكل التدخلات الخارجية بما تنطوي عليه من تهديد للأمن والاستقرار في ليبيا والإضرار بالأمن القومي العربي».

سيادة لبنان

وحول الأوضاع في لبنان، أشار إلى أن الكويت تؤكد أهمية التزام جميع الأطراف اللبنانية بالاستحقاقات الدستورية، وعلى رأسها الاستحقاق الرئاسي بما يضمن سيادة لبنان وأمنه واستقراره والمضي قدما بالإصلاحات اللازمة لتحقيق تعافيه الاقتصادي.

ولفت إلى أن الكويت تؤكد أهمية الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها وضرورة بذل الحكومة السورية خطوات عملية وفاعلة للتدرج نحو التوصل إلى حل سياسي بملكية سورية خالصة بما يتوافق مع الاستحقاقات الدولية المنصوص عليها بقرار مجلس الأمن رقم 2254.

الأزمة الروسية - الأوكرانية

وبشأن الأزمة الروسية - الأوكرانية، اكد الصباح مبدأ احترام سيادة الدول ورفض التدخلات الخارجية وقضايا مكافحة الإرهاب والتطرف وضمان حرية الملاحة في المياه الدولية وفقا لقواعد القانون الدولي واتفاقية قانون البحار وتأمين سلاسل إمداد الطاقة والغذاء والأمن المائي وإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل.

وشدد على أهمية تكثيف التعاون حيال بعض المواضيع المستجدة، والتي من أهمها الامن السيبراني ومجال الذكاء الاصطناعي وما يرتبط بهذه المجالات من مسائل تتطلب وضع الأطر الدولية المناسبة لتنظيمها وتجنب مهدداتها على الامن والسلم الدوليين.

وأكد وزير الخارجية أن الكويت تعرب عن استنكارها الشديد لاستمرار بعض المتطرفين في حرق نسخ من المصحف الشريف، في خطوة استفزازية خطيرة لمشاعر المسلمين حول العالم.

وأضاف أن الكويت تؤكد موقفها المبدئي والثابت الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي وحكومات الدول المعنية مسؤولية التحرك السريع والعمل على وقف هذه الإساءات وعدم السماح باستغلال مبدأ حرية التعبير كذريعة للإساءة إلى الأديان السماوية.

وأشاد بعزم حكومة الدنمارك عرض قانون منع الإساءة للأديان، داعيا حكومات الدول الصديقة إلى تبني مثل هذا القانون، بما يعزز مبدأ التعايش السلمي واحترام الأديان.