بعد 12 يوماً من اشتباكات دامية أسفرت عن مصرع 90 شخصاً وإصابة العشرات، فضلاً عن فرار المئات من بلدات وقرى محافظة دير الزور، أعلنت قوات سورية الديموقراطية «قسد»، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، أمس، انتهاء عملياتها العسكرية في بادية الشام، بعد سيطرتها على بلدة ذيبان، التي وصفت بأنها المعقل الأخير لقيادة العشائر العربية التي انتفضت ضدها بالمنطقة الغنية بالنفط والغاز.

وقال فرهاد شامي، المتحدث باسم القوات الكردية المدعومة من «التحالف الدولي» ضد «داعش»، بقيادة الولايات المتحدة، في بيان، أمس، «انتهاء العمليات العسكرية في ذيبان، والبدء في تفتيش المنازل والأحياء بحثاً عن مسلحين مختبئين»، مضيفاً أن قوات سورية الديموقراطية تبحث عن «مجموعات مسلحة قادمة من الضفة الغربية لنهر الفرات»، التي تخضع لسيطرة قوات حكومة دمشق وميليشيات مسلحة مدعومة من إيران.

Ad

وشددت «قسد» على عدم وجود خلاف مع العشائر العربية، مؤكدة أن القيادي المعزول أحمد الخبيل، رئيس مجلس دير الزور العسكري التابع لها، سعى إلى إحداث فتنة بينها وبين العشائر العربية، عبر الاستعانة بـ«مقاتلين من أتباعه ومرتزقة مرتبطين بالنظام».

معارك جديدة

وفي وقت أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة دعت «قسد» والعشائر التي كانت تحارب تنظيم داعش، تحت راية «التحالف»، إلى التفاوض لإنهاء الاقتتال، قبل سقوط معقل قائد المسلحين شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل في ذيبان التابعة لمنطقة الميادين، تواصلت الاشتباكات بين القوات الكردية ومسلحي العشائر العربية بمحيط مدينة منبج شمال شرق سورية أمس.

وسيطر مسلحو العشائر على قرية في ناحية مدينة منبج، إثر هجوم على مواقع لـ«قسد»، بعد وصول تعزيزات من فصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، و«هيئة تحرير الشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة، وسط توقعات بشن الفصائل المعارضة لمعركة في مدينة منبج.

تركيا على الخط

وفي وقت يقول مسلحو العشائر، إن انتفاضتهم الأخيرة ضد «قسد» لا علاقة لها بإقالة المسؤول العربي الذي اتهم بالفساد من قبل «قسد»، بل بحقوق يطالبون بها بعد تهميشهم، حذر وزير الخارجية التركي حقان فيدان من أن «الاشتباكات بين العشائر العربية ووحدات حماية الشعب الكردية هي بداية للنزاعات في المنطقة»، مبيناً أن بلده تخشى من تداعيات أكثر خطورة تطول تداعيات الاقتتال بين المكون الكردي والعشائر العربية كل المنطقة.

وقال فيدان، مخاطباً الولايات المتحدة، أمس، «ينبغي إنهاء سياسة القمع وخاصة ضد العرب في سورية على يد وحدات حماية الشعب» التي تصنفها أنقرة إرهابية، واتهم الوزير التركي، الذي تحتفظ بلده بوجود عسكري في شمال سورية بحجة محاربة فصائل كردية انفصالية، «وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من واشنطن بـ«احتلال أراضٍ عربية في سورية».

جاء ذلك في وقت أفادت تقارير باغتيال طائرة مسيرة، يعتقد أنها تركية، لبزان برجاوي، مسؤول العلاقات العسكرية في «مجلس منبج العسكري»، التابع للقوات الكردية، على طريق جرابلس، مشيرة إلى أن المستهدف يتحدر من مدينة عين العرب (كوباني).

وذكرت مصادر مقربة من «قسد» أن قصفاً تركياً طال مواقع في قرى صكيرو، والحويجة، والصفاوية، وجهبل، في ناحيتي التروازية وعين عيسى بريف الرقة الشمالي.

احتجاجات السويداء

إلى ذلك، أزال محتجون بمدينة السويداء مجسماً لرأس الرئيس السوري السابق حافظ الأسد عن واجهة مبنى البريد في المدينة الواقعة جنوب البلاد، مع تواصل الاحتجاجات المطالبة بتغيير النظام للأسبوع الثالث على التوالي. ودعا المحتجون في ساحة الكرامة المركزية وسط المدينة، التي تتركز بها الأقلية الدرزية بسورية، كل الذين يحاولون التسلق على الحراك الشعبي بالتنحي جانباً، رافضين بشكل قطعي أي مشاريع سياسية لا تمثلهم، مثل الحكم الذاتي والانفصال.

حشود أردنية ولقاء في القاهرة

في سياق آخر، تداولت منصات على مواقع التواصل مقاطع فيديو قالت، إنها لحشود عسكرية كبيرة ترافقها مدرعات ودبابات أردنية على الحدود الجنوبية لسورية، بعد 3 أيام من إسقاط المملكة طائرة مسيرة قالت إنها تحمل مخدرات وكانت قادمة عبر الحدود بين البلدين.

إلى ذلك، أكد الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط أن المنظمة العربية تنخرط في حل الأزمة السورية بمبدأ خطوة مقابل خطوة وفق القرار 2254، على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب الدوري في القاهرة أمس.

وبعد تقارير عن برودة شهدها مسار التطبيع السعودي ـ السوري، التقى نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد، على هامش الاجتماع الوزاري للحوار السياسي العربي ـ الياباني في القاهرة، كما التقى المقداد وزير الدولة الإماراتي أحمد الصايغ، رئيس وفد الإمارات في الحوار.

وتأتي تلك التطورات وسط ترقب لزيارة يقوم بها المبعوث الأممي الخاص بسورية غير بيدرسون لدمشق، بعد غد السبت، بهدف التوافق على موعد لاستئناف جهود لجنة إعداد الدستور السوري، بعد موافقة الجامعة العربية على استضافة عمان اجتماعات اللجنة المخولة ببحث الحل السياسي للأزمة السورية.