بري مستغرب من جعجع والجميّل... وزخم قطري على حساب فرنسا

• حراك دبلوماسي تمهيداً لزيارات المبعوثين ورئيس مجلس النواب يبلغ باريس ألا حل بدون حوار

نشر في 07-09-2023
آخر تحديث 06-09-2023 | 19:01
 رئيس مجلس النواب نبيه بري
رئيس مجلس النواب نبيه بري

ما إن غادر المبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين لبنان بعد أن أشار بشكل واضح إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، شهدت بيروت تحركاً دبلوماسياً لسفراء المجموعة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر.

وفي إطار هذا الحراك زار السفير السعودي البطريرك الماروني بشارة الراعي، فيما أجرى سفيرا قطر وفرنسا الجديدان زيارات على أكثر من خطّ، على وقع دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسات حوارية لسبعة أيام خلال شهر سبتمبر الجاري، على أن يليها الذهاب إلى عقد جلسات متتالية لانتخاب الرئيس.

دعوة برّي جوبهت بخطاب تصعيدي من رئيسي حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميّل، اللذين أعلنا عن رفض حاسم للحوار على قاعدة أنه مناورة جديدة من قبل برّي.

ذهب جعجع بعيداً معتبراً أن فريق الممانعة لا يجيد التحاور إلا بالقوة ومنطق الفرض والاغتيال، متعهّداً بمواجهة بلا حدود مع حزب الله.

ورغم أن المواجهة هنا سياسية بالدرجة الأولى من خلال رفض الحوار أو الذهاب إلى تسوية تمنح غطاء سياسياً جديداً لحزب الله، أما في درجاتها الأخرى فلا أحد يمكنه توقع مآلات هذه المواجهة أو هذا التصعيد.

وقد اعتبر حزب الله أن خطاب جعجع في قداس شهداء المقاومة اللبنانية دعوة إلى حرب أهلية.

إلى جانب بري، فإن البطريرك الماروني بشارة الراعي وبتأييده الحوار، شكل قطباً ثانياً لحركة الدبلوماسيين، إذ زاره السفير السعودي وليد البخاري، فيما ستكون له لقاءات مع شخصيات متعددة سياسية محلية وأجنبية.

تحول برّي والراعي إلى قبلتي التحركات السياسية والدبلوماسية، وفيما تنقل مصادر متابعة أن زيارة السفير السعودي إلى بكركي واللقاء مع الراعي، كان الهدف منها التنسيق ومواكبة التطورات، مع النقاش حول مسألة الحوار وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، فإن مصادر عين التينة تشير إلى أن زيارة السفيرين القطري والفرنسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري تخللهما استغراب من الأخير لمواقف جعجع والجميّل، واصفاً إياها بأنها غير مفهومة، إلا إذا كانا لا يريدان انتخاب رئيس جديد.

ويعتبر بري أن الموقف السلبي للقوات والكتائب، سيفتح المجال أمام زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل للتفاوض بشكل أفضل مع حزب الله، وسيكون هو المفاوض الأول والذي سيبرم الاتفاق في النهاية وسط تغييب لأدوار الآخرين.

وتضيف مصادر متابعة، أن السفير الفرنسي الجديد في بيروت، سأل بري عن رؤيته للمرحلة المقبلة، وما يمكن أن يفعله المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان خلال زيارته المقبلة إلى بيروت بعد رفض قوى متعددة الإجابة عن الأسئلة التي تقدم بها، فكان رأي بري ضرورة التشديد على الحوار وألا سبيل للوصول إلى اتفاق إلا من خلال الحوار. في المقابل، تشير المعلومات إلى أن حركة السفير القطري استطلاعية وتعارفية، ولا تخلو من السياسة، خصوصاً أن قطر معنية بشكل مباشر بالعمل لأجل الوصول إلى تسوية، وسط معلومات تفيد بأنه ما بعد زيارة لودريان إلى بيروت خلال هذا الشهر، ستكون هناك زيارة لمسؤول قطري أيضاً لمواكبة التطورات، بتنسيق مع واشنطن والرياض في سبيل الوصول إلى تفاهم معين ينتج رئيساً للجمهورية. في هذا السياق، تشير المصادر إلى أن التحرك القطري سيكون متقدماً على التحرك الفرنسي الآخذ بالانحسار.

back to top