شوشرة: تأويل وتقليل وتعليل
العلل كثيرة، والمشاكل أكثر بين بعض المرضى الذين يمتازون بتفسيراتهم المركّبة حسب أمزجتهم وأهوائهم، ولديهم القدرة الكبيرة على تأويل المعلومات بهدف تضليل الرأي العام بشأن الحقائق، وهؤلاء ينشطون كلما تقدمنا خطوة للأمام ونجحنا في القفز من المستنقع إلى بر الأمان، ويتكاثرون في مواقعهم التي تجمع من يعتاشون على الفتات مقابل تنفيذ ما يطلب منهم لأنهم مجرد صبيان لا قيمة لهم.
وما نستغربه في هذه الحالة هم الذين يرفضون حالة الاستقرار، وكأن نهايتهم مكتوبة مقابل ذلك، والأنكى من ذلك من تخرج أصواتهم بعد أن صنعوا نهايتهم المأساوية، وأصبحوا على الرف، فيصنعون الأوهام في تغريداتهم الممزوجة بالوهن سعياً منهم للعودة إلى المشهد، والعمل جاهدين على خلق الأزمات الوهمية، في حين تخرج مجموعة أخرى منهم بأصوات شاذة لإثارة النعرات والدفاع عن الزمرة الفاسدة.
فهؤلاء على ثقة بأن مثل هذه القضايا ستلقى قبولَ من هم على شاكلتهم ممن يستمتعون بإظهار حقدهم الدفين عبر هذه القضايا التي لا تشكل هاجساً إلا في محيطهم وبيئتهم التي تخلو من العادات والأعراف، وهناك منهم يسعى جاهداً للتقليل من شأن الإصلاحيين والقضايا التي تنعكس إيجاباً على الجميع، والتي تحمل شعار التعاون والاستقرار والإنجاز والعمل تحت مظلة واحدة يسودها الهدوء والسلام والود، وهو الأهم لإنجاز كل القضايا المشتركة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
لكن الغريب والعجيب أن هناك من لا يزالون يعملون على سياسة تأجيج الأوضاع وإثارة النعرات والخلافات والحضور المستمر في البثوث للاستمرار في حملة الدفاع عن الفاسدين، والتقليل من أي إنجازات يتم إقرارها، لعلهم يجدون من يسمعهم ليزداد عدد مؤيديهم بعد أن أصبحوا على الهامش.
أما جماعة التعليل فيشكلون علة حقيقية في كل مكان سواء في أجهزة الدولة أو التشريع والرقابة أو غيرها لأنهم سلبيون، وهمهم الأول والأخير الإحباط والتقليل من النجاحات أمام تعليلهم السخيف، وحديثهم المزيف وتجريدهم للحقائق بادعاءات وهمية، تكشف عن هويتهم الحقيقية التي ظاهرها سيئ وباطنها أسوأ.
آخر السطر:
العابثون مستمرون في تركيب الصور ومزج الادعاءات وخلط الأحاديث وصنع الأوهام.