يقول: كنت أعمل مشرفاً في إحدى المحميات الطبيعية في الكويت، وكان عملنا في بعض الأوقات هو الكشف الدوري على المحمية، وحمايتها من العابثين أو من الصيادين المتسللين في المنطقة، فهي كما تعلمون محمية طبيعية للبيئة، وإن لم يتم الحفاظ عليها وحمايتها من العبث، فستؤثر على النظام البيئي الخاص بالمحمية بأكمله، يقول صاحبنا: كان الجو لطيفاً مشرقاً، فطلبت من زملائي في المجموعة الدورية أن نخرج للاستطلاع، ولكن تعذّر الجميع في ذلك اليوم، إلا أنني أصررت للذهاب في جولة استطلاعية ولو لوحدي، فقد كان الجو بديعاً في ذلك اليوم.

يقول خرجت لوحدي لأول مرة وكنت أتفقد المحمية كما تعودنا أنا وزملائي، ثم نزلت في منطقة جميلة فيها بحيرة صناعية، وكانت مليئة بالأعشاب الخضراء والشجيرات، فنزلت من السيارة، وفرشت البساط لأستمتع بهذه الأجواء مع كوب من الشاي الأصلي «المخدر».

Ad

كنت متّكِئاً على الوسادة، أتأمل هذه الزهور الجميلة من حولي والغيوم البيضاء من فوقي وأنا بكل انشراح وسكينة، وفجأة انقبض قلبي، وشعرت بضيقٍ في أنفاسي، بدون أي سبب!! وأنا شاب وصحتي جيدة، فقررت الرحيل على الفور، وأخذت ألملم حاجاتي وأضعها في السيارة على عجالة، ركبت سيارتي وقبل أن أغلق الباب، وقعت عيني على عيني ذئب ضخم كان يتربص بي بعينيه الملتهبتين وأنيابه الحادّة، وكان على بعد خطوات مني! أغلقت الباب مسرعاً، وأنا في هول من هذه اللحظات المرعبة، فلم أرَ في حياتي ذئباً ضخماً كهذا!

كانت هذه الرعاية الإلهية، ودعاء الوالدين، بلا شك، فهي التي حركت هذه الأحاسيس في وقتها المناسب، ولكن علمياً، ما الذي تحرّك في صاحبنا؟

هل هناك موجات وترددات خانقة تنبعث من نوايا الشر المتجهة إلينا؟! وهل يستطيع كل البشر استشعارها، واخذ الاحتياطات اللازمة لصدها؟!

في الحقيقة كلنا مررنا بشعور غريب مقارب إلى حد ما، لذاك الشعور الذي أنذر صاحبنا بقرب الذئب، سواء كان من حيوان أو جن أو بشر، ألم نشعر بضيق وعدم اطمئنان من أُناس كانوا يضمرون لنا شراً، ليس استلطافاً بل وجلاً!

إن استشعار هذه الموجات أو الذبذبات المزعجة حقائق موجودة بالفعل، وقد يصدف أن نشعر بها أحياناً، ولكن لا يمكن إثباتها بالأدوات العلمية أو المنطقية، وكذلك لا يوجد أحد باستطاعته رصد كل هذه المخاطر والشرور المحيطة بنا والجزم بها، حتى إن ادعى أن لديه الحاسة العاشرة!

أعزائي القرّاء: هل تعلمون حجم المخاطر، وكمية «الذئاب» المتربصة بنا، من شياطين وشر وحسد، والتي لا يمكن قياسها أو رصدها أو حتى الشعور بها؟

ولكن نحن كمسلمين نؤمن بأن أذكار الصباح والمساء وصلاة الفجر في جماعة هي الحصن الذي يحيطنا بهالة من الدروع الملائكية التي تحصننا من الأذى، وتصدّ عنا همزات الشياطين، وسهام الحاسدين، ومكر المجرمين.