تصطدم الولايات المتحدة حاملة اللقب خمس مرات بطموح ألمانيا العائدة، فيما تلعب صربيا العريقة بمواجهة كندا القادمة بقوة، في صراع أوروبي - أميركي ضمن الدور نصف النهائي من كأس العالم لكرة السلة في مانيلا الجمعة.
ويدرك المنتخب الاميركي أنه سيواجه خصماً قوياً فرض نفسه بقوة في الفترة الأخيرة، حيث بلغ المنتخب الألماني الدور نصف النهائي من آخر بطولتين كبريين شارك فيهما، بعد حلوله ثالثاً في كأس أوروبا 2022.
ويُعدّ الجيل الحالي للسلة الألمانية من الأفضل منذ عقود طويلة، وتحديداً منذ بداية الألفية بقيادة النجم التاريخي لدالاس مافريكس الأميركي ديرك نوفيتسكي.
وخفت بريق الألمان بشكل فاقع خلال السنوات الاخيرة، قبل أن يعودوا بزخم كبير عام 2022 وصولاً إلى بلوغ دور الاربعة بالمونديال الحالي.
في المقابل، يتسلّح المنتخب الاميركي بطموح استعادة العرش العالمي مع تشكيلة متوازنة بين الدفاع والهجوم بقيادة المحنّك ستيف كير مدرب غولدن ستايت ووريرز.
ويقف التاريخ إلى جانب المنتخب الأميركي، إذ فاز على ألمانيا في جميع المواجهات الست بينهما، علمًا انّ المباراة الاخيرة تعود الى أولمبياد بكين 2008.
ويتمتّع المنتخبان بالأحجام والقدرات الهجومية والدفاعية، إذ إنّ ألمانيا بقيادة الكندي - الفنلندي غوردون هربرت تملك أربعة لاعبين في دوري كرة السلّة الاميركي (ان بي ايه)، في طليعتهم صانع العاب لوس انجلس ليكرز دنيس شرودر الذي سيكون بمواجهة زميله أوستن ريفز.
ويعوّل المنتخب الاميركي على نجاعة أنتوني ادواردز هدّافه في هذه البطولة، والذي وصفه كير بأنّه «احد أكثر اللاعبين مهارة على وجه الارض».
ولا يزال المنتخب الألماني الذي يملك تنوّعاً كبيراً مع الاخوين فاغنر - فرانتس وموريتس، اللذين يلعبان في أن بي ايه مع أورلاندو ماجيك، اضافة الى لاعب انديانا بايسرز دانيال ثيس، الوحيد من دون اي هزيمة في البطولة.
كندا الحالمة أمام صربيا
وفي موقعة أخرى لن تقل شأنًا، سيكون المنتخب الكندي القويّ أمام تحدّ هائل لتجاوز عقبة صربيا الطامحة للفوز بلقبها الاول منذ انفراط عقد يوغوسلافيا حاملة اللقب خمس مرات بالتساوي مع الأميركيين.
ويُعدّ المنتخبان الصربي والكندي من افضل المنتخبات اداء في البطولة، حيث قدّم الكنديون عرضًا هجوميًا ناريًا في البطولة هذا العام، بقيادة نجم أوكلاهوما الأميركي شاي غيلجيوس- ألكسندر، وآر جاي باريت، وديلون بروكس ونيكل ألكسندر- ووكر، بينما فاجأ الصرب الجميع بأداء قويّ رغم غياب نجمهم الابرز على الاطلاق نيكولا يوكيتش افضل لاعب في أن بي ايه الموسم الماضي والمرهق بدنياً وذهنياً.
وقال غيلجيوس- ألكسندر لاعب فريق «كل النجوم» الذي سجّل 31 نقطة واستحوذ على 10 متابعات وأربع تمريرات حاسمة بمواجهة سلوفينيا في الدور ربع النهائي «مجرّد ارتداء القميص هو شرف بحد ذاته، والفوز هو شعور جيد آخر»، مضيفًا «لسنا راضين. نريد الفوز بالميدالية الذهبية».
كلام أولينيك لم يأت من عبث، حيث لم تحقق كندا أي نتيجة من هذا القبيل سابقًا، ولم تبلغ هذا الدور قط.
أما صربيا، فيقودها الرائع بويان بوغدانوفيتش الذي يبلغ معدله 18.8 نقطة مع 3.2 متابعات و4.4 تمريرات حاسمة. واستعرضت صربيا قوتها بفوز ساحق على ليتوانيا 87 - 69 في ربع النهائي.
صراع القارتين
وبالمصادفة، سيشهد الدور نصف النهائي معركة معنوية لافتة، حيث ستكون أوروبا بمواجهة القارة الاميركية في كلتا المواجهتين، وسط تساؤلات عمّا إذا سيشهد النهائي معركة اخرى مماثلة.
وفي تاريخ كأس العالم، هيمن المنتخب الأميركي على اللقب خمس مرات آخرها في 2014، كما فازت البرازيل مرتين والارجنتين مرة، لتظفر القارة الاميركية بثمانية ألقاب. فيما نالت القارة العجوز حصة الأسد بعشرة ألقاب: يوغوسلافيا (5)، الاتحاد السوفياتي (3 مرات)، إسبانيا (مرتان).
ويدور دائمًا صراع حول افضل من يقدّم كرة سلة، حيث انقسمت القارتان إلى شبه مدرستين بين الانضباط الأوروبي والموهبة الأميركية.