G20: «الأزمات المتتالية» تهدد النمو العالمي على المدى الطويل
• تساؤلات حول غياب الصين عن القمة... وواشنطن تخطط لمواجهة طريق الحرير
تعهد زعماء مجموعة العشرين بتعزيز التجارة المفتوحة والعادلة في السلع الزراعية والأغذية والأسمدة، وعدم فرض قيود أو حظر على الصادرات.
جاء في البيان الختامي لقمة المجموعة المنعقدة في نيودلهي: «نحن ملتزمون بتعزيز التجارة المفتوحة والعادلة، التي يمكن التنبؤ بها والقائمة على القواعد في السلع الزراعية والأغذية والأسمدة، وعدم فرض حظر أو قيود على التصدير، والحد من تشوهات السوق وفقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية ذات الصلة»، وفقا لوكالة «تاس».
وبحسب «فرانس برس»، حذرت مجموعة العشرين السبت من أن «الأزمات المتتالية» تهدد النمو العالمي على المدى الطويل متوقعة مزيداً من المصاعب في المستقبل.
وأوضحت المجموعة: «طرحت الأزمات المتتالية تحديات للنمو على المدى الطويل» مشيرة خصوصاً إلى «التشديد الملحوظ لشروط الحصول على تمويل على المستوى العالمي ما قد يؤدي إلى تفاقم نقاط الضعف على صعيد الدين والتضخم المتواصل والتوتر الجيو-اقتصادي».
في سياق متصل، نقلت وكالة «رويترز» عن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قوله أمس السبت، إن مجموعة العشرين توصلت إلى توافق في الآراء بشأن إعلان الزعماء وكشفت عن تبنيه خلال اليوم الأول من القمة السنوية.
وأضاف مودي لزعماء المجموعة خلال القمة المنعقدة في نيودلهي: «على خلفية العمل الدؤوب من جانب جميع الفرق، حصلنا على توافق في الآراء بشأن إعلان قمة زعماء مجموعة العشرين».
وتابع مودي، بينما كان على جانبيه وزير الخارجية سوبرامانيام جايشانكار ووزيرة المالية نيرمالا سيتارامن: «أعلن تبني هذا الإعلان».
وجاء هذا الإعلان بعد أن توصل مفاوضون من أقوى 20 دولة في العالم إلى توافق بشأن اللغة التي يمكن استخدامها للإشارة إلى الحرب في أوكرانيا، حسبما ذكرت رويترز في وقت سابق.
وواجهت المجموعة انقسامات شديدة بشأن الحرب في أوكرانيا إذ تسعى بلدان الغرب إلى تنديد قوي بحرب روسيا في الإعلان الذي سيصدر في ختام القمة، بينما تطالب بلدان أخرى المجموعة بالتركيز على القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقاً. ولم ترد تفاصيل بعد عن اللغة التي تم الاتفاق عليها للإشارة إلى الحرب.
وسيمنح الغياب المتوقع للزعيم الصيني شي جين بينغ عن قمة قادة مجموعة العشرين هذا العام في نيودلهي الرئيس بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي فرصة أكبر لدفع أجنداتهما.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي يغيب فيها شي عن قمة مجموعة العشرين منذ توليه السلطة في أواخر عام 2012، وتأتي في وقت يواجه تحديات كبيرة في الداخل. وسيحضر بدلاً عنه رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ. كما سيغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة للعام الثاني على التوالي.
ودان معظم أعضاء مجموعة العشرين الغزو الروسي لأوكرانيا في قمة العام الماضي.
وقال مسؤولون في البيت الأبيض، إن بايدن يخطط لاستخدام مجموعة العشرين للضغط من أجل برنامج إقراض للدول النامية وهي خطوة لمواجهة مبادرة الحزام والطريق الضخمة التي أطلقتها الصين، والتي منحت فيه مليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية للدول النامية خلال العقد الماضي.
وأصدرت إدارة بايدن نص اتفاقية سلسلة التوريد الجديدة لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ مع مجموعة من 14 دولة لا تشمل الصين.
ويسلط الكشف عن النص الكامل للاتفاق خلال أسبوع قمتي مجموعة العشرين ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) الضوء على جهود الإدارة لإثبات أن الولايات المتحدة لا تزال قادرة على جمع كتلة من الدول معاً لتحقيق أهداف متعددة الأطراف.
وقدم مودي القمة كدليل على القيادة العالمية المتنامية للهند، بالتزامن مع هبوط الهند الناجح على سطح القمر قبل بضعة أسابيع. كما تفوقت الهند مؤخراً على الصين لتصبح الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في العالم.
ونقلت صحيفة الغارديان عن مودي قوله في مقابلة يوم الأحد «لفترة طويلة، كان يُنظر إلى الهند على أنها دولة بها مليار معدة جائعة». «الآن أصبح هناك مليار عقل طامح وملياري يد ماهرة».
وأصبحت العلاقات بين بكين ودلهي متوترة بشدة في السنوات الأخيرة. وأدت الاشتباكات الصغيرة ولكن المميتة على طول الأجزاء المتنازع عليها من الحدود المشتركة في عامي 2020 و2022 إلى تصاعد التوترات بين الجانبين.
وردت الهند بحظر العشرات من تطبيقات الهاتف المحمول الصينية، بما في ذلك تيك توك، وقام كل من البلدين بطرد الصحافيين لدى الطرف الآخر.
لكن الهند العضو في الرباعية - وهي مجموعة غير رسمية تضم أيضاً الولايات المتحدة وأستراليا واليابان التي تم تشكيلها إلى حد كبير لمواجهة نفوذ بكين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ – هي عضو أيضاً في مجموعة البريكس، التي توسعت لتشمل ستة دول وهي دول جديدة في خطوة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها تهدف إلى مواجهة الغرب.
ويرجع هذا التناقض الظاهري جزئياً إلى أن الهند كانت لفترة طويلة رائدة في حركة عدم الانحياز، وهي لا تتطلع إلى تغيير هذا الجانب من سياستها الخارجية في أي وقت قريب.
وحتى الآن لم تعطِ بكين سببا لغياب شي، لكن المحللين طرحوا عدة نظريات.
وقد يكون ذلك بمنزلة ازدراء يهدف إلى تقليص الهيبة والشرعية العالمية لاستضافة الهند للقمة السنوية.