أفادت تقارير إعلامية عن حشد أرمينيا وأذربيجان قوات ضخمة على الحدود بينهما، وذلك بعد أيام من تحذير رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان من استفزاز عسكري تحضّر له باكو.

وقالت وزارة الدفاع في أذربيجان، أمس، إن القوات الأرمينية أطلقت النار على قواتها خلال الليل، وإن وحدات من جيش أذربيجان اتخذت «إجراءات انتقامية».

Ad

وأضافت الوزارة أن الوحدات الأرمينية فتحت النار من أسلحة خفيفة على جنود أذربيجانيين في ساداراك شمال منطقة نخجوان، وهو جيب تابع لأذربيجان على الحدود مع أرمينيا وتركيا وإيران.

ويأتي التوتر فيما انتخبت منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها رئيساً انفصالياً جديداً أمس، وانتخب نواب هذه المنطقة الجبلية التي تسكنها أغلبية من الأرمن، غير أنه يُعترف بها دولياً كجزء من أذربيجان، بأغلبية 22 صوتاً، سامفيل شهرمانيان (45 عاماً)، الذي كان رئيساً لمجلس الأمن في الحكومة الانفصالية، وهو يخلف أراييك هاروتيونيان الذي استقال أول سبتمبر الجاري.

وقبل تصويت النواب الانفصاليين، وصفت أذربيجان اختيار البرلمان الانفصالي رئيسا جديدا بأنّه «خطوة جديدة استفزازية للغاية».

وقالت وزارة الخارجية في باكو، في بيان، إن «هذا انتهاك واضح لسيادة أذربيجان وسلامتها الإقليمية، وهو غير مقبول، ولا يمكن تقبّله بأيّ حال من الأحوال».

من جهتها، أعلنت تركيا (حليفة باكو) أنها «لا تعترف بهذه الانتخابات غير الشرعية التي تشكّل انتهاكاً لسيادة أذربيجان ووحدة أراضيها».

وتراجعت شعبية هاروتيونيان، خصوصاً بسبب الشح الناجم عن إغلاق أذربيجان، في أوائل يوليو، ممر لاتشين؛ الطريق الوحيد الذي يربط ناغورنو كاراباخ بأرمينيا.

وتستضيف أرمينيا مناورات عسكرية مشتركة مع الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، في إشارة جديدة إلى جهودها للنأي بنفسها عن حليفتها التقليدية روسيا.

في السياق، أجرى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اتصالاً هاتفياً مع رئيس وزراء أرمينيا، أمس، أكد له خلاله أن أي تغيير في الحدود والوضع الجيوسياسي بمنطقة القوقاز هو خط أحمر بالنسبة إلى إيران. وأجرى الجيش الإيراني في الساعات الماضية مناورات عسكرية قرب الحدود مع أرمينيا. ويتحدّث مراقبون أرمن عن سيناريو قيام أذربيجان بشن هجوم على أرمينيا واحتلال شريط من الأراضي الأرمينية لربط نخجوان، التي لديها ممر حدودي ضيّق مع تركيا حليفة باكو الأساسية بالأراضي الأذربيجانية. وتتخوف إيران من أن يؤدي ذلك الى تغيير الحدود وقطع طرق تجارتها الى أوروبا عبر أرمينيا.