رسالة طيبة من قارئ كريم
تلقيت عقب نشر مقالي الأحد قبل الماضي 3/ 9/ 2023 تحت عنوان «الحكم الديموقراطي في الإسلام فريضة إلهية (1)»، رسالة على الواتساب من قارئ، يستكمل فيها ما قد يكون فاتني ذكره في هذا المقال، وهو الأستاذ الفاضل سامي فهد الإبراهيم، فأشكره على رسالته القيمة، التي حوت كثيراً من الوقائع والأحداث والآراء التي تثري ما كتبت، بعد أن استأذنته في نشرها وبعد التعرف عليه عبر الهاتف، فهو من الرعيل الأول الذي عاصر نشأة الدولة في الكويت، والفترة التي أعد فيها الدستور، وكان آخر منصب عام تولاه وكيل وزارة الكهرباء، وقد زودني بمعلومة لم أكن أعلمها، وهي أن قراءة الكتب قد زادت في الولايات المتحدة الأميركية كل عام بنسبة 2 إلى 3%، وفقا للإحصائيات التي نشرت بعد ظهور النت واستفحاله، على عكس عالمنا العربي، ويقول في رسالته القيمة:
«الأخ الفاضل المستشار شفيق إمام المحترم
أرجو أن تكون وأسرتك الكريمة بخير، فقد تابعت وباهتمام مقالكم القيم «الحكم الديموقراطي فريضة إلهية في الإسلام»، المنشور في جريدة «الجريدة» الغراء بتاريخ 3 سبتمبر، لأقول وبرأيي المتواضع إني كنت قد قرأت قبل سنوات ما كتبه أحد كبار علماء الأزهر في حينه، عندما كان يتحدث عن ديموقراطية الإسلام وتحديداً عن «واقعة الخندق» عندما اجتمع رسولنا الكريم بقادة إحدى القبائل المؤثرة طالباً دعم رسالته أو الوقوف على الحياد في معركته القادمة، ومواعدتهم بربع محاصيل المدينة في حال الانتصار بعون الله.
وافقوا وكتبت المعاهدة ثم أخذها الرسول الكريم إلى أصحابه ليباركوها، عندها سأل أحدهم يا رسول الله هل كان اجتهادا منك أو أنه وحي من السماء؟ رد الرسول الكريم بل هو اجتهاد وليس وحياً، لترفض الجماعة تلك الاتفاقية دون اعتراض أحد من الحضور، الأمر الذي يعني احترام رأي الأغلبية أو لنقل ما تطالب به الديموقراطية التي كرسها الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر كما ذكرتم في مقالكم.
شاهدت قبل فترة أيضاً مقابلة تلفزيونية مع المغفور له الأستاذ الدكتور عثمان عبدالملك عندما سئل عما إذا كان الدستور الأميركي يعتبر أول دستور مكتوب، حيث جاء رده رافضاً، فقال إن أول دستور مكتوب وقبل أكثر من ألف سنة هو وثيقة المدينة، أو دستور محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي سبقهم بقرون، مؤكداً قيم العدالة وحقوق الإنسان الحقّة، أما ما يسوَّق له على أن اليونانيين وقبل خمسة آلاف سنة هم من اخترع الديموقراطية فإنه لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، حيث كانت ديموقراطيتهم مقتصرة على حكم النخبة من الرجال أصحاب النفوذ والمال وليس غيرهم، لتأتي بعدهم الكنيسة ويصبح رجالها هم من يحكم ويملك كل شيء، تبع ذلك الثورة الفرنسية ليكتب دستورهم عبر عشر سنوات من سكب للدماء، وها نحن نشاهد حتى اللحظة كيف تمارس ديموقراطيتهم مع شعوب مستعمراتهم أو مع من اكتسب حقوق المواطنة.
نعود لنقول وبتواضع جم، الخلاص أو لنقل الفيصل هو العودة لوثيقة محمد (صلى الله عليه وسلم) وثيقة المدينة، مع عدم تجاهل متغيرات الزمن، هذا إن كنا ننشد العدالة وإسعاد البشر أينما كانوا.
أعتذر على الإطالة ومنحكم الله طول العمر.
أخوكم سامي فهد الإبراهيم»