«مثل ناقة عريمان» مثل دارج وشائع في الخليج، فهو يقال في وصف وضعين متناقضين لحالة واحدة بين الخمول والجمود الكامل، وبين النشاط والحركة الدؤوبة: بأنه «مثل ناقة عريمان، إن ثارت نارت، وإن بركت ما ثارت»، وصاحب هذا المثل هو عريمان بن شطيط، الذي هو صاحب الناقة.
فهو مثل يضرب لمن تراه خاملا راكدا لا يحرك «الرابضة»، حتى يعتقد أنه يشكو من مرض يقعده عن الحركة، وفجأة تراه قد شمّر عن ساعديه، وقام بأعمال لا يقدر عليها إلا النشيط صحيح العقل والبدن، وهو مثل قد يطلقه أصحاب المصالح على السوق إذا ما كسد، فقد يمر وقت تركد فيه التجارة وينعدم التداول، ولكن بين ليلة وضحاها ترى الأمور قد تغيرت إلى النقيض تماماً، فتدب الحياة والنشاط فيه وكأنه أمر لم يكن، فيقال عندها: سوقنا «مثل ناقة عريمان».
وراء هذا المثل قصة حقيقية ليست ببعيدة عنا تاريخيا، فقد كانت لعريمان هذا ناقة لا تعرف الوسطية، فإن ثارت هاجت لا يستطيع أحد إيقافها أو توقع ما ستفعله، ويظن من يراها أنها في قمة الصحة والعنفوان، وإن بركت لا تثور ولا تتحرك لفترات طويلة تجعل الجميع يمل منها ويظنها مريضة عليلة.
إلا أن عريمان كان على علم بطباع ناقته فتكيف معها ومع أحوالها، وصار يضرب بها المثل حتى وقتنا الحاضر، وهناك صيغة أخرى للمثل تقول: «مثل ناقة عريمان إن قامت ما بركت، وإن بركت ما قامت»، ولهذه الناقة حكاية أخرى رواها حفيد عريمان، فقال فيها: ذات مرة كان جدي مسافرا إلى الطائف بصحبة إحدى القوافل، وكان معه تلك الناقة، ولأنها كانت كبيرة في السن ثقلت حركتها، فأتعبتهم كثيراً لأنها كانت إذا بركت ما قامت إلا بصعوبة وبطء حتى أنها تؤخرهم عن مسيرهم، ولهذا أطلقوا عليها هذا المثل. وهناك مثل آخر قد يتواءم معه ببعض معناه وهو: «يا ظلمة يا سرايين»، والمعنى المراد منه أن ليس هناك حل وسط، إما «خِرْمِسْ»، أي ظلمة بالكامل، أو سراجين يضيئان تلك الظلمة.
وهذا الوضع الذي يشبه وضع «ناقة عريمان»، أو «يا ظلمة يا سرايين» محير ولا يجوز أن يتعامل البشر على أساسه، فكل أمر من أمور الحياة له حل وسطي تتفق عليه الأكثرية، فهذه سنّة الحياة ومنطقها.
ملحوظة: منقول من التراث بتصرف.
فهو مثل يضرب لمن تراه خاملا راكدا لا يحرك «الرابضة»، حتى يعتقد أنه يشكو من مرض يقعده عن الحركة، وفجأة تراه قد شمّر عن ساعديه، وقام بأعمال لا يقدر عليها إلا النشيط صحيح العقل والبدن، وهو مثل قد يطلقه أصحاب المصالح على السوق إذا ما كسد، فقد يمر وقت تركد فيه التجارة وينعدم التداول، ولكن بين ليلة وضحاها ترى الأمور قد تغيرت إلى النقيض تماماً، فتدب الحياة والنشاط فيه وكأنه أمر لم يكن، فيقال عندها: سوقنا «مثل ناقة عريمان».
وراء هذا المثل قصة حقيقية ليست ببعيدة عنا تاريخيا، فقد كانت لعريمان هذا ناقة لا تعرف الوسطية، فإن ثارت هاجت لا يستطيع أحد إيقافها أو توقع ما ستفعله، ويظن من يراها أنها في قمة الصحة والعنفوان، وإن بركت لا تثور ولا تتحرك لفترات طويلة تجعل الجميع يمل منها ويظنها مريضة عليلة.
إلا أن عريمان كان على علم بطباع ناقته فتكيف معها ومع أحوالها، وصار يضرب بها المثل حتى وقتنا الحاضر، وهناك صيغة أخرى للمثل تقول: «مثل ناقة عريمان إن قامت ما بركت، وإن بركت ما قامت»، ولهذه الناقة حكاية أخرى رواها حفيد عريمان، فقال فيها: ذات مرة كان جدي مسافرا إلى الطائف بصحبة إحدى القوافل، وكان معه تلك الناقة، ولأنها كانت كبيرة في السن ثقلت حركتها، فأتعبتهم كثيراً لأنها كانت إذا بركت ما قامت إلا بصعوبة وبطء حتى أنها تؤخرهم عن مسيرهم، ولهذا أطلقوا عليها هذا المثل. وهناك مثل آخر قد يتواءم معه ببعض معناه وهو: «يا ظلمة يا سرايين»، والمعنى المراد منه أن ليس هناك حل وسط، إما «خِرْمِسْ»، أي ظلمة بالكامل، أو سراجين يضيئان تلك الظلمة.
وهذا الوضع الذي يشبه وضع «ناقة عريمان»، أو «يا ظلمة يا سرايين» محير ولا يجوز أن يتعامل البشر على أساسه، فكل أمر من أمور الحياة له حل وسطي تتفق عليه الأكثرية، فهذه سنّة الحياة ومنطقها.
ملحوظة: منقول من التراث بتصرف.