عبدالرضا باقر: أميل إلى التجريد
أقامت قاعة بوشهري للفنون، في مقرها بمنطقة السالمية، أمس الأول، معرضاً شخصياً للفنان التشكيلي عبدالرضا باقر، عرض فيه أعمالاً تشكيلية، حرص فيها على توثيق التراث الكويتي والحياة القديمة، من منازل وشوارع وبيوت ومقاهٍ، إضافة إلى اهتمامه بالألوان، التي جاءت متوافقة مع ما تتطلبه عناصر اللوحات من تكنيك فني وتواصل مع المواضيع الفنية التي يريد إيصالها إلى المتلقي.
وقال باقر: «هذا هو المعرض الشخصي التاسع لي»، لافتاً إلى أن أسلوبه الفني الذي اتبعه في هذا المعرض تغيَّر قليلاً، فيما كانت الأعمال عبارة عن توليفة، بعضها لم يُعرض سابقاً، وبعضها عُرض.
وحول جديده، كشف أنه في فبراير المقبل سيقيم معرضاً برعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسيضم أعمالاً جديدة سيشاهدها الجمهور لأول مرة.
وأكد باقر أنه يسعى من خلال أعماله إلى رضا الجمهور، وتقديم كل ما يحوز إعجابهم، ويحقق لهم المتعة البصرية.
وأوضح أن بدايته مع الرسم والفنون التشكيلية كانت مع التراث، لافتاً إلى أنه يرسم منذ عام 1968 تقريباً، وبعدما تعلَّم الرسم خلال أربع سنوات أقام معرضاً افتتحه الراحل أحمد العدواني، احتوى على 32 عملاً تقريباً كانت بأسلوب واقعي، بعدها اتجه إلى التجريد، ثم إلى تجريد الواقعية، فالعودة إلى الواقعية... وهكذا.
وبيَّن أن التجريد الذي يميل إليه فيه الكثير من الواقعية التي يفهمها المتلقي، وليس مجرد ألوان فقط وغموض يستعصي على الفهم.
وفي الختام، نصح باقر الفنانين التشكيليين الشباب بالاهتمام بأعمالهم، وعدم الانقطاع عن التعاطي مع الفنون التشكيلية، والتفكير في اللوحة قبل الشروع في رسمها، حتى يتميزوا.
وفي أعماله المعروضة، ركَّز باقر على التفاصيل، من خلال الشوارع القديمة مثلما نقلتها ذاكرته، ومن ثم وضعها بعناية على أسطح لوحاته، كما رسم المارة بأزيائهم التقليدية، إضافة إلى ما تضمنته البيوت من حوائط وأشكال متنوعة في البناء وغيره، وذلك في سياق تفاعله مع ماضٍ يريد الفنان نقله بحيويته وروحه للمتلقي.
كما رصد في لوحة أخرى الأخشاب التي تُستخدم للوقود، مستعيناً بقدرته على وضع الألوان، التي عبَّرت عن مقصده خير تعبير، إضافة إلى الأشجار التي تؤخذ منها تلك الأخشاب في أسلوب تقني يدخل الرمز في مضامينه.
ورسم الفنان البيوت القديمة بأعمدتها الجميلة، وما تحتويه من أشكال فنية راقية، حيث تجد الأبواب بزخارفها المتميزة. وفي اتجاه موازٍ، أشارت لوحة أخرى إلى الجلسات التي تقام أمام المنازل، وفي المقاهي، تلك التي يتجمَّع الرجال بها، حيث البساطة التي تظهر بوضوح في المكونات الفنية، التي وضعها الفنان على أسطح لوحاته. واحتوت أعمال أخرى على لغة تجريدية، غير أنها تتقارب مع الواقع، ولا تنفصل عنه.