أرونداتي روي أديبة هندية مسيحية تعيش في نيو دلهي حازت جائزة (بووكر) عام 1997 في الأدب القصصي الخيالي المكتوب باللغة الإنكليزية والمنشور في المملكة المتحدة وإيرلندا، عرف عن روي انتقاداتها الشديدة لحزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي الحاكم على أساس أنه يهدف إلى تحويل الهند إلى كيان هندوسي لا يعترف بحقوق الأقليات الأخرى التي ضمنّها الزعيم غاندي في الدستور الهندي بعد الاستقلال من بريطانيا.

في حوارها مع شبكة CNN الأميركية في 22 يونيو 2022، تطرّقت روي إلى مواضيع عديدة تخص سياسات الحزب الهنوسي التي تعتبرها خطيرة على ديموقراطية الهند وركّزت على سياسة القمع الممنهج الذي يتعرض له مسلمو الهند منذ تسلّم الحزب السلطة في عام 2014 واعتبرت ذلك انتهاكا «فاضحا» للدستور الهندي الذي يساوي بين فئات الشعب الهندي، مما ذكرت في حوارها أن أتباع الحزب بشكل عام لا يختلفون عن هؤلاء الذين اقتحموا بالقوة مبنى الكابيتول من اليمينيين المتطرفين المؤيدين للرئيس ترامب، بل يتفوقون عليهم في أنهم أعضاء في منظمة RSS الأم المتطرفة المعجبون بشخصية هتلر النازي كقائد ملهم، ويعتبرون المسلمين الهنود كاليهود المكروهين من قبل هتلر، وينادون بأن تكون الهند كيانا هندوسيا خالصا للهندوس مثل كون الكيان الصهيوني خالصا لليهود.

تستطرد روي بأن الحزب الهندوسي ينادي بعزل المسلمين عن حقهم الانتخابي لعدم الحاجة إلى أصواتهم لأنهم يشكلون 200 مليونا، ليس لهم ثقل انتخابي كالغالبية الهندوسية! كما أنه ينادي بإقرار (قانون التجديف) ضد عقائد المسلمين حتى يسهل معاقبة المسلمين قانونيا «عندما يخرجون في مظاهرات محتجين على الإساءة لرموزهم الإسلامية التي اعتاد مسؤلو الحزب إثارتها بين فترة وأخرى من خلال الفضائيات الهندية»، وغالبا- كما تقول- ما تنتهي مظاهرات المسلمين برد فعل من قبل غوغاء الحزب حيث يتعرّض المسلمون إلى القمع والقتل وهدم منازلهم عقابا على تظاهراتهم دون أي حماية من القانون الهندي. تستطرد روي بأن هؤلاء الغوغاء وبتشجيع من الحزب اعتادوا على اقتحام أحياء المسلمين بسيوفهم وهم يرددون عبارات استهزاء بنبي الإسلام ويتوعدون المسلمين بالقتل.
Ad


تقول روي بأن الحزب برئاسة رئيس الوزراء مودي يكتسب زخما لأنه يركز على إشاعة الكراهية ضد المسلمين والمسيحيين بين الطبقات الهندوسية الفقيرة من أجل أن يتناسوا حالة الفقر الذي يعانونه وينشغلون بالتركيز على الكراهية للآخر، حيث إن الحماسة المفرطة كما تدل الدراسات تتغلّب على التفكير السليم، وكرد فعل على موقفها في فضح سياسة الحزب الهندوسي، تقول روي إن أحد أعضاء الحزب الهندوسي في البرلمان الحالي طالب بتعليقها بأحد عربات الجيش كدرع بشري في ولاية كشمير المسلمة وإنها تتحداه أن يفعل ذلك!

أقول إنه من المفارقات العجيبة أن مسلمي الهند ساهموا في إنجاح برامج الهند النووية والصواريخ الباليستية والأقمار الصناعية على يد العالم الفيزيائي أبوبكر زين العابدين أبو الكلام وقد تم تقديره بتعيينه رئيسا للهند خلال الفترة من 2002 إلى 2007 ثم يأتي الحزب الهندوسي محاولا القضاء على الوجود الإسلامي في الهند!