انتقادات جمهورية لصفقة السجناء مع طهران
• عبداللهيان يستقبل الطالباني... وحسين يستبعد عملية عسكرية إيرانية في كردستان
تعرضت إدارة الرئيس الأميركي الديموقراطي جو بايدن لانتقادات جمهورية، بعد إعلانها الموافقة على نقل ستة مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمّدة في كوريا الجنوبية إلى حساب خاص في قطر، في إطار اتفاق مبرم مع طهران في أغسطس الماضي لتبادل الإفراج عن 5 سجناء أميركيين و5 إيرانيين.
وأبلغ وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن «الكونغرس» بأنه مضى قدماً في جزء رئيسي من الاتفاق، بحيث وقّع على تنازل سيحمي المصارف المشاركة في عملية التحويل من العقوبات الأميركية.
وقال ناطق باسم الخارجية الأميركية، إن عملية التحويل «خطوة أساسية في ضمان الإفراج عن المواطنين الأميركيين الخمسة المحتجزين لدى طهران»، مضيفاً: «لم نرفع أيّاً من عقوباتنا على إيران، وطهران لن تحصل على أي تخفيف للعقوبات».
وفي طهران، أكد المتحدث الاقتصادي للحكومة الإيرانية إحسان خاندوزي، أمس، الانتهاء من عملية الإفراج عن الأموال المحتجزة في دول مختلفة بعد الاستثناء الأميركي، متحدثاً عن أرصدة مجمدة في كوريا الجنوبية والعراق وتركيا.
وفيما تشدد إدارة بايدن على أن الجمهورية الإسلامية ستتمكّن من استخدام الأموال فقط لشراء الأغذية والأدوية والسلع الإنسانية، أكد الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن بلده ستتمكن من شراء أي سلعة غير خاضعة للعقوبات الأميركية وليس فقط الأدوية والمواد الغذائية.
وفي وقت سابق، علمت «الجريدة» من مصدر إيراني في المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يُشرف على المفاوضات غير المباشرة مع الأميركيين، أن الخطة المقبلة بعد تبادل السجناء ستكون التفاوض بهدف الوصول إلى تفاهم بشأن عودة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بطريقة غير رسمية.
وتزامنت الحلحلة في صفقة التبادل، مع حلول الذكرى السنوية الأولى لوفاة مهسا أميني التي فجر مقتلها على يد شرطة الآداب بسبب زيها احتجاجات قوية العام الماضي.
وقال الرئيس الجمهوري للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايك ماكول، إن عملية نقل الأموال «تخلق حافزاً مباشراً لخصوم الولايات المتحدة لاحتجاز رهائن في المستقبل». وأضاف: «الإدارة الأميركية تُظهر ضعفاً يزيد من تعريض الأميركيين والأشخاص المحبين للحرية حول العالم، للخطر».
على صعيد منفصل، استقبل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، زعيم رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، وأكد له بأنه «لا يجوز لأي طرف المساس بأمن جيران العراق» بعد تهديدات إيرانية بشن عملية في كردستان العراق في حال فشلت بغداد بنزع سلاح الفصائل الكردية الإيرانية العاملة في إقليم كردستان بحلول 19 الجاري.
من ناحيته، استبعد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين شن إيران عملية عسكرية ضد إقليم كردستان عشية زيارة له إلى طهران، وقال إن بغداد بدأت نقل هذه الفصائل إلى مخيمات بعيدة عن الحدود.
وقال الوزير العراقي إن تلك المجموعات موجودة في كردستان العراق منذ نحو 4 أو 5 عقود، مضيفاً أنه «تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإبعاد هذه المجاميع عن المناطق الحدودية وتم إسكانهم في مخيمات بعيدة في العمق العراقي وفي عمق كردستان». ومن دون أن يشير إلى نزع سلاح تلك المجموعات، أكد حسين أن الجانب العراقي «بدأ تطبيق الاتفاقية بين الطرفين»، مضيفاً أنه «سوف نحمل هذه الرسالة معنا» خلال زيارته طهران.
وقال حسين «نتوقع من الجانب الإيراني عدم استعمال العنف ضد كردستان العراق وبالتالي ضد سيادة العراق».