بوتين يَعِد كيم جونغ أون بتعاون عسكري وفضائي
• أوكرانيا تضرب أهدافاً بحرية روسية وحوض سفن في سيفاستوبول... وموسكو تردّ بميناء إسماعيل
وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المشغول بحربه مع أوكرانيا، الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذي زاره في أقصى الشرق الروسي اليوم، بتعاون عسكري وفضائي، في وقت حذّرت واشنطن من صفقة سلاح تؤمّن فيها بيونغ يانغ إمدادات من السلاح تحتاجها روسيا لمواصلة القتال بأوكرانيا، مقابل حصولها على تقنيات فضائية ونووية حساسة.
وفي خطوة ذات دلالة، اصطحب الرئيس الروسي ضيفه في جولة بأحدث منشآت الإطلاق الفضائية بقاعدة فوستوتشني، قبل محادثات ثنائية شملت قضايا عسكرية.
ورغم العقوبات الدولية على نظام كيم، أعلن بوتين عن «إمكانات» لتعاون عسكري مع كوريا الشمالية، وتعهّد بمساعدتها في بناء أقمار اصطناعية.
في المقابل، أبدى كيم دعمه لما أسماه «الحرب المقدسة» التي تخوضها روسيا ضد «الإمبرياليين»، وقال: «لقد ارتقت روسيا لقتال مقدّس لحماية سيادتها وأمنها ضد قوى الشر المهيمنة، وسندعم دائماً قراراتكم، وسنخوض معاً الحرب ضد الإمبريالية».
أورسولا فون ديرلاين: أوكرانيا قامت بخطوات كبيرة للانضمام إلى أوروبا... ومستقبلها سيكون ضمن الاتحاد
وأبلغ كيم بوتين بأنه واثق بـ «تحقيق الجيش الروسي البطل النصر الكبير في النضال المقدس لمعاقبة تجمّع الشر».
وإذ شكر مضيفه على دعوته لزيارة روسيا في وقت حاسم، اعتبر كيم، أن تطوير العلاقات الثنائية يمثّل أولوية قصوى له، معرباً عن ثقته بأن المحادثات ستساعد في «الارتقاء إلى مستوى جديد».
محادثات الساعتين
وبعد أن تصافحا بحماسة، في مستهل اللقاء النادر، جال الزعيمان في منشأة جمع مركبات أنغارا الفضائية ومجمع إطلاق سويوز-2، ومجمع إطلاق أنغارا الذي لا يزال قيد البناء. واستمرت محادثات الزعيمين وتلك التي شاركت فيها الوفود الثنائية نحو ساعتين، قبل أن يجتمعا حول مأدبة عشاء رسمية على شرف كيم.
وبالتزامن مع الرحلة الخارجية الأولى لكيم منذ تفشّي وباء كورونا، أطلقت بيونغ يانغ صاروخين بالستيين، اليوم، حسبما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في اختبار جديد ينتهك العقوبات.
وفي تأكيد على تركيز القمة على المسائل العسكرية، انضم إلى المحادثات وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وقادة كبار رافقوا كيم بينهم المارشال في الجيش الكوري الشمالي، باك جونغ تشون، ومدير إدارة صناعة الذخائر جو تشون ريونغ.
وردا على سؤال عمّا إذا كانت المحادثات ستشمل التعاون العسكري، قال بوتين: «سنناقش كل المواضيع من دون تسرّع. لدينا الوقت لذلك، وسندرس التعاون الاقتصادي والإنساني والتطورات الإقليمية»، مضيفاً: «زعيم كوريا الشعبية يظهر اهتماما كبيرا بتكنولوجيا الصواريخ، وهم يحاولون تطوير وجودهم في الفضاء.
وحمل الاجتماع في قاعدة الفضاء بُعدًا رمزيًا، خاصة بعد فشل بيونغ يانغ مرتين أخيرا في محاولة وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار، وفق مراقبين.
في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني، اليوم، عن ضرب أهداف بحرية والبنية التحتية لميناء في خليج سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم، مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود.
وفيما نشر الإعلام صوراً لحوض بناء سفن محترق، كتب مدونون عسكريون أميركيون أنه تمت إصابة غواصة من طراز كيلو وسفينة إنزال.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن أوكرانيا أطلقت 10 صواريخ ونفذت 3 هجمات بقوارب سريعة على الميناء أسفرت عن تضرّر سفينتين قيد الإصلاح بحوض بناء السفن في سيفاستوبول، التي أكد حاكمها، ميخائيل رازفوشيف، إصابة 24 شخصاً.
وفي وقت سابق، أعلن حاكم منطقة أوديسا، أوليغ كيبر، أنّ أسراباً من الطائرات المسيّرة الهجومية استهدفت ليل الثلاثاء- الأربعاء ميناء إسماعيل على نهر الدانوب، ممّا أدّى إلى تضرّر منشآت مرفئية وبنى تحتية وسقوط 6 جرحى 3 منهم في حال خطيرة.
وبينما ذكرت الإدارة العسكرية الأوكرانية بسومي أن القوات الروسية قصفت المنطقة 36 مرة خلال الساعات الـ 24 الماضية، أكد نائب رئيس وزراء أوكرانيا تضرر أكثر من 100 منشأة من مرافق البنية التحتية للموانئ، ودُمرت جزئيا في الهجمات الروسية منذ 18 يوليو.
في غضون ذلك، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، أن أوكرانيا قامت بـ «خطوات كبيرة» في مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وفيما يضغط الرئيس فولوديمير زيلينسكي لإطلاق محادثات العضوية هذا العام، قالت فون دير لاين، خلال خطابها السنوي أمام النواب بشأن حال الاتحاد الأوروبي، إن «مستقبل أوكرانيا في اتحادنا».