يخشى مراقبون من إمكانية أن تسهّل روبوتات الدردشة وبرامج التزوير القائمة على الذكاء الاصطناعي عمل الجهات الضالعة في الجرائم الإلكترونية وعمليات الاحتيال عبر الإنترنت، بعدما أصبحت متاحة منذ نحو سنة للاستخدام العام، من دون أن تُحدث تغييرات جذرية على صعيد هجمات المعلوماتية التقليدية.

وتتمثل عملية «التصيد الاحتيالي» في الاتصال بشخص مستهدف وجعله يُدخل البيانات الخاصة به على موقع مقرصن يشبه المواقع الأصلية.

Ad

وشرح جيروم بيلوا، وهو خبير في أمن المعلوماتية في شركة الاستشارات «وايفستون» ومؤلف كتاب عن الهجمات السيبرانية لوكالة الصحافة الفرنسية كيف أن «الذكاء الاصطناعي يسهل ويسرع وتيرة الهجمات» من خلال إرسال رسائل إلكترونية مقنعة وخالية من الأخطاء الإملائية، محذراً من أنه «لا نزال في البداية فقط».

وأشارت دراسة حديئة أصدرتها شركة «غارتنر» الأميركية، إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يعتبر واحداً من التهديدات الخمسة الرئيسية التي تهابها الشركات.

ويتمثل التهديد الرئيسي الجديد للذكاء الاصطناعي في سهولة نسخ الوجوه والأصوات وتوليد ما يطابقها تماماً. فمن خلال تسجيل لا تتجاوز مدته بضع ثوان، تسمح بعض الأدوات عبر الانترنت بتوليد نسخة مطابقة تماماً قد يقع ضحيتها الزملاء أو الأقارب.

ويعتبر مؤسس شركة «أوبفور انتلجنس» جيروم سايز أن هذه الأدوات قد تُستخدم بسرعة من جانب «مجموعة كاملة من الجهات الضالعة في عمليات احتيال صغيرة، لها وجود فعال في فرنسا وغالباً ما تكون وراء حملات خبيثة تستعمل الرسائل النصية» بهدف الحصول على أرقام البطاقات المصرفية.

ويضيف أن «هؤلاء المخالفين الصغار، الذين يكونون بالإجمال من فئة الشباب، سيتمكنون وبسهولة من تقليد الأصوات».

وفي يونيو الماضي، وقعت أم أميركية ضحية احتيال إثر اتصال رجل بها للمطالبة بفدية لقاء تسليمها ابنتها التي زعم أنها مخطوفة، وقد عمد الرجل إلى إسماعها ما ادعى أنه صراخ ابنتها الضحية. وانتهى الحادث من دون وقوع أضرار، بعد أن اشتبهت الشرطة في أن الحادثة تشكل عملية احتيال تعتمد على الذكاء الاصطناعي.