«الطوفان» يوحد الليبيين... ودفن ضحايا بمقابر جماعية
بلغ عدد القتلى المؤكد جراء الفيضانات الطوفانية التي ضربت شرق ليبيا أكثر من 6872 قتيلا، أمس، وسط توقعات بارتفاع حصيلة القتلى بشكل كبير، في ظل تقديرات بفقدان 10 آلاف شخص خاصة في مدينة درنة، في وقت بدأت السلطات دفن الضحايا في مقابر جماعية.
وقال وزير في حكومة شرق ليبيا، المدعومة من قائد قوات «الجيش الوطني» خليفة حفتر، إنه تم إحصاء أكثر من 5300 جثة في درنة وحدها، ومن المتوقع أن يرتفع العدد بشكل كبير، وربما يتضاعف بعد أن تعرضت المدينة لفيضانات كارثية تسببت فيها عاصفة «دانيال» المتوسطية. وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ بأن أعداد مصابي الفيضانات بلغت أكثر من 7000.
بدوره، حذر متحدث باسم وزارة الداخلية في شرق ليبيا طارق الخراز من صعوبة تحديد أرقام ضحايا الفيضانات في ظل قيام الأهالي بدفن ذويهم دون تسجيل، لافتا إلى أن 1100 شخص دفنوا في مقابر جماعية لم تحدد هويتهم، وتم أخذ صور للجثث للاستدلال عليها في وقت لاحق.
وأضاف أن 2090 دفنوا أمس الأول بشكل رسمي، وتم تحديد هويتهم، ومنهم 150 من العمالة السودانية وجنسيات إفريقية أخرى لم يتم التعرف عليها، مشيرا إلى أن فرق «الهلال الأحمر» قامت بإرسال 90 جثة من الجنسية المصرية إلى بلادهم، وهناك أكثر من 60 مفقودا مازال البحث جاريا عنهم، فضلا عن وفاة 23 فلسطينيا، وفقدان عشرات العائلات الفلسطينية.
ولفت الخراز إلى أن بعض الجثث ظهرت على بعد 25 كيلومترا على سواحل منطقة التميمي شرق درنة، موضحا أن معظم الضحايا موجودون داخل البحر، وبقية منهم تم ردهم في الطمي المصاحب للسيول.
ورغم تضاؤل آمال العثور على ناجين، بعد 4 أيام من الكارثة، واصل الأهالي وفرق إنقاذ ليبية انتشال الجثامين التي تنتشر في الشوارع وتحت أنقاض المباني خاصة في درنة، بينما تم انتشال بعض الجثث من البحر الذي واصل لفظ عشرات الجثامين نحو الشاطئ.
وفي حين تحدث «الهلال الأحمر» الليبي عن تدمير 3 أحياء بالكامل في درنة جراء الطوفان، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 36 ألف شخص نزحوا بسبب الفيضانات من مناطق درنة والبيضاء والجبل الأخضر والمرج وبنغازي.
وقال فرع المنظمة في ليبيا، على منصة «إكس»، إن «ما لا يقل عن 30 ألف شخص نزحوا من درنة بسبب العاصفة، و3 آلاف شخص من البيضاء، وألف شخص من المخيلي، و2085 شخصاً مازالوا نازحين من بنغازي». وذكرت المنظمة الدولية، في بيان، «تسببت العاصفة دانيال في أضرار جسيمة للبنية التحتية، بما في ذلك شبكة الطرق، وعطلت شبكة الاتصالات».
وبينما دعا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي قادة البلد المنقسم بين سلطة مدعومة من الأمم المتحدة في العاصمة طرابلس وأخرى موازية في الشرق، إلى تجنب التوظيف السياسي للكارثة، والتركيز على «التكاتف من أجل رفع المعانة عن المتضريين»، أعلنت حكومة الوحدة بزعامة عبدالحميد الدبيبة انطلاق قافلة معدات من ميناء طرابلس البحري إلى مدينة درنة المنكوبة، التي تخضع للسلطة المدعومة من قائد قوات الجيش الوطني خليفة حفتر.
من جانب آخر، أعلنت سلطات شرق ليبيا إعادة فتح 4 موانئ نفطية رئيسية بعد إغلاقها، في أعقاب العاصفة العاتية.