احتضن مسرح د. سعاد الصباح برابطة الأدباء الكويتيين أول امرأة تحظى بلقب «أميرة الشعراء»، وهي الشاعرة العمانية عائشة السيفي، في أمسية ثقافية، أمس ، بمناسبة افتتاح الموسم الثقافي لرابطة الأدباء، بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وبحضور أمين المجلس بالتكليف د. محمد الجسار، والسفير العماني لدى الكويت د. صالح الخروصي، وأمين سر رابطة الأدباء سالم الرميضي، ومجموعة كبيرة من أعضاء الرابطة والمثقفين والكُتاب والشعراء والإعلاميين، فضلاً عن الحضور الجماهيري.

واكتظ المسرح بالحضور، احتفاءً بأميرة الشعراء عائشة السيفي، التي حضرت في ثوبها الأبيض، وبضحكتها المعهودة، تتألق في رداء من الشعر العربي الرصين تحتضن أبياتها بشغف كبير، وتتأنق في بستان من التعابير والكنايات والأبيات الوردية الشعرية المفعمة بمشاعر الحُب الصوفي والشوق والعتاب وانتظار المعشوق، وربما مناشدته للعودة والالتصاق بجدران أبياتها من دون غياب، وهو ما أبهر الجمهور برشاقة قصائدها، وجنون العشق المسيطر على مشاعرها، والذي أبدعت من خلاله في وصف الجماليات في كل شيء، في بلدها عمان، وفي حبيبها، وفي صغارها، وشعرها، حتى إن وصف أعدائها لم يخلُ من جماليات الشعر.

Ad

بعيداً عن الشعر

بدأت الأمسية بحديث السيفي عن نفسها بعيداً عن الشعر، في حوار شخصي أداره رئيس بيت الشعر، الشاعر سعد الأحمد، حيث كشفت عن أنها ابنة لعائلة عمانية كبيرة لديها الكثير من الإخوة والأخوات، وأنها درست الهندسة، وعملت بهندسة الموانئ، وتزوجت، وأنجبت، لكن مشوار حياتها لم يخلُ من الشعر في جميع مراحلها، مؤكدة أنها تمرَّدت على مجتمعها، الذي يرفض عمل المرأة بالهندسة، وتمرَّدت أكثر حين اعتلت منابر الشعر، وواجهت الرجال في عقر دارهم، لتثبت أن المرأة العربية الشاعرة لديها الكثير لتقوله، وتستحق بجدارة الفوز بلقب أمير الشعراء، الذي ظل طويلاً حكراً على الرجال.

وقالت السيفي، إنها فخورة بتتويجها أميرة للشعراء، ولا يزال لديها الكثير لتقدمه، وعليها أولاً أن تثبت أنها ليست فقاعة شعرية، مؤكدة أنها لن تسمح لنفسها أن تختفي أو ينطفئ نجمها، كما حدث مع غيرها ممن حملوا اللقب قبلها، مضيفة أن الشعر يعتبر أحد أبنائها، كما أن لديها ولداً وبنتاً، ولحظات الاستمتاع التي تجمعها بالشعر والحرية التي تجدها في رحابه لا تقل قوة أو رومانسية عن شغفها وعشقها كأم لابنيها، اللذين تسعى لأن تكون مصدر فخر لهما.

جواد جامح

وانطلقت السيفي في أشعارها فوق جواد جامح وسط حديقة غنَّاء، فامتطت فرسها، وسافرت حتى عنان السماء رأساً، وتراب القبور أرضاً، وحملت معها الجمهور على أنغام العود للعازف شريف حسين، الذي شاركها الأداء بعزفه الموسيقي، ونجحت في أن تطير مع الجمهور في عالم بلا حواجز ولا حدود، حتى حطَّت بهم الرحلة بعد ساعة وأكثر من المتعة الشعرية التي يصعب وصفها.

وتجولت خلال الأمسية بين دواوينها، لتلقي عدداً من القصائد التي اختارتها، كما تركت للجمهور مساحة حُرة لطلب قصائد محددة، وفي الحالتين لم تكف عن العزف على أوتار القلوب، ليخرج الجميع من الأمسية في حالة نشوة شعرية مفعمة بالنشاط والحرية.

وفي نهاية الأمسية تم تكريم السيفي، بتسليمها درعاً فخرية، والتقطت صورة جماعية وهي تتوسط السفير العماني ود. محمد الجسار وسعد الأحمد وإيمان العنزي.

فخر واستمتاع

من جهته، أعرب الأمين العام لـ «الوطني للثقافة» بالتكليف د. محمد الجسار عن فخره واستمتاعه بالأمسية التي أحيتها السيفي، مضيفاً أنها تألقت؛ شعراً وإلقاءً وحضوراً، على المسرح، وأبهرت الجمهور بكلماتها، مؤكداً أن المجلس يقوم باستقطاب الشخصيات الثقافية المهمة، مثل أميرة الشعراء، بالتعاون مع رابطة الأدباء.

بدوره، أكد السفير العماني لدى الكويت د. صالح الخروصي، أن الأمسية الشعرية كانت سعيدة ومبهجة للجميع، مضيفاً: «في حضرة الشعر يسكت الكلام، والشاعرة العمانية مبدعة، وفخر لكل عماني وخليجي وعربي، وقد ألقت قصائد عزفت فيها على أوتار الجمهور، وفيها معنى فلسفي، وأشكر الرابطة والمجلس الوطني، كما أؤكد زخم العلاقات العمانية مع الكويت».

من ناحيته، قال أمين سر رابطة الأدباء سالم الرميضي، إن الرابطة افتتحت موسهما الثقافي بأمسية عائشة السيفي، لأن «الشعر الجميل يستهوي الجميع، فما بالنا إذا كُنا في أمسية تحييها الأميرة، وستستمر الرابطة بتقديم أنشطتها للجميع على مدار الأسبوع، ومنها فعالية أسبوعية لبيت الشعر، وأخرى لمنتدى المبدعين، والذي يهتم بتنمية المواهب الشبابية في مجالات الكتابة الإبداعية للشعر والمسرح وغيرهما، وفعالية أسبوعية لبيت أدب الطفل لأول مرة بالرابطة، وأخرى لبيت السينما، فضلاً عن جلسات اللجنتين الثقافية والاجتماعية»، متمنياً أن تحظى تلك الأنشطة بتفاعل وإقبال الأدباء والجمهور المُحب للأعمال الأدبية.