التفاعل الحكومي مع الأسئلة النيابية والردود السريعة عليها أو حضور اللجان وتصحيح المسار أمر محمود لكنه يستدعي الانتباه لمزاجية بعض النواب في التدخل بآلية التعيينات لبعض المناصب القيادية والإشرافية ومساعيهم في فرض المحسوبين عليهم عبر وسائل مختلفة، ليخرج هؤلاء الأعضاء أمام المحسوبين عليهم بدور الأبطال وتسجيل المواقف بهدف التكسبات الانتخابية، وفي الوقت ذاته يتسابقون لشن هجومهم على أعضاء السلطة التنفيذية بحجة الإصلاح ومحاربة الفساد ومعالجة الخلل، وتتسارع أبواقهم بتسريب المعلومات المغلوطة ليظهروا أمام الرأي العام أنهم أصحاب صفحات ناصعة البياض.
وهذا يكشف التناقض الكبير والازدواجية والتلاعب في المحاسبة والمتابعة والمراقبة، خصوصا أن المحسوبين عليهم يخضعون لطلباتهم وتجاوزاتهم يتهافتون على تجميل صورهم وإظهارهم بدور الأبطال، وهذا ليس العمل الحقيقي للنائب الذي يفترض أن يحافظ على قسمه، ويفترض أن ينصف المظلومين ومن لا يجدون من يساعدهم بعد أن هضمت حقوقهم على مرأى ومسمع الجميع.
والأسئلة التي نتمنى من أعضاء السلطة التشريعية الإجابة عنها هي: ما دورهم؟ وما عملهم الرئيس في ظل السلطة التي منحت لهم من الشعب؟ وهل الإصلاح الحقيقي يأتي في تجاوز القانون وانتهاك حقوق الآخرين؟
طبعا المبررات كثيرة طالما حصل هؤلاء على رضا قواعدهم الساعية للكسب غير المشروع سواء في الحصول على مناصب غير مستحقة أو غيرها من الأمور الخارجة عن القانون، فمثل هذه الممارسات التي تستهدف الوزراء الإصلاحيين لن تحقق سوى الأجواء غير الصحية والعودة إلى صداع الرأس عبر الصرخات المدوية والعروض المختلفة من مشاهد الأفلام لتشويه صورة كل من يتصدى لتجاوزاتهم، فكلما عقدنا آمالا على بعض الوجوه النيابية أتتنا الصدمات بانكشاف أقنعتهم.
والمضحك والمبكي في آن أنهم يتسابقون على نشر أخبارهم الخاصة في تفاعل الحكومة مع مقترحاتهم التي مع الأسف الشديد لا يتجاوز إنجازها صلاحية رئيس قسم في بعض الأجهزة الحكومية، لأنها لا ترتقي إلى دور النائب الذي كان الأجدر به الالتفات للقضايا التي تهم أبناء الشعب كافة، والأولى بهؤلاء العودة الى الطريق السليم ومراجعة أوضاعهم حتى لا يصبحوا خارج الحسابات، ويتعظوا ممن سبقوهم في ذرف الدموع بعد أن خسروا الكرسي الأخضر.
آخر السطر: دور الانعقاد القادم سيكشف العديد من الأقنعة.