آلام الثدي لا تعني الإصابة بالسرطان
تكثر شكاوى النساء في سن 38 إلى 40 وما فوق من آلام في الصدر والثديين، اللواتي يتخوفن مما يحيط بهن في هذا العمر نتيجة انقطاع الدورة الذي قد يكون مبكراً، أو نتيجة اضطراب في الهرمونات وجفاف في المنطقة المسؤولة، أو ارتفاع شديد في هرمون الحليب، وغير ذلك من الأسباب.
وقد لا ينفع مع هذه الآلام المسكنات المتداولة لما يصاحبها من أعراض مزعجة، مثل آلام في الثدي وزيادة حجمه، أو اضطراب في المزاج وسوء في الأفكار والحالة النفسية، وصداع شديد في أسفل الرأس، وكثيراً ما يصاحبه ألم شديد في أسفل الظهر، وغير ذلك مما يزيد الأمر سوءاً.
في الحقيقة إن وجود مثل هذه الآلام المصاحبة للنساء بطريقة دورية، وكثيراً ما تكون منتظمة شهرياً كانتظام ميعاد دورتها الدموية، وإن انقطعت عنها بسبب التقدم في العمر، وفي كثير من الحالات لا يكون بسبب كتلة سرطانية في مكان ما هنا، فعادة يكون الألم في ثدي واحد أو في منطقته مع شعور بالحرق أو لمعة كهربية بين الحين والآخر، وذلك بسبب اضطرابات هرمونية ناتجة عن أسباب عديدة كالتوتر والزعل وقلة النوم وكثرة السفر وارتفاع في نسبة هرمون الحليب، مما قد ينتج عنه تكيسات أو تليفات في الصدر مؤلمة، تزول بالعلاجات التقليدية والمشروبات الساخنة، أو بجرعات هرمونية للمساعدة في انتظام دورتها خلال فترة قصيرة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، فإذا تعالج السبب زال الألم.
وهناك حالات قد يصاحب الألم فيها انقطاع في الطمث لفترة، وتعود إذا اختفى السبب، في حين يصبح الألم أسوأ في حال استخدام المرأة للهرمونات الكيميائية لمتابعة الدورة أو نتيجة استعمال الحبوب المانعة للحمل أو منشطات تبويض مثلا، وفي هذه الحالة ننصحها بتناول كوبين إلى ثلاثة يوميا من الزنجبيل الحار أو القرفة بالنعناع حتى تهدأ الاضطرابات النفسية وتزول التشنجات الصدرية والرحمية كما كانت وتنتظم.
وتسمى هذه الأعشاب بالفايتوهرمونز Phytohormones في طب الأعشاب القديم، ومنها المردقوش وإكليل الجبل، ويعد الشومر من الممنوعات على البنات اللواتي لم يبلغن بعد، لما يؤديه من نمو مبكر في الصدر، وإن لم يبدأ الطمث لديهن، لأنه يحتوي على مادة الإستراجول الطبيعي، كما أن التمر والرطب من أقوى الهرمونات الطبيعية، وقد سماها لنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه العظيم، إذ يقول جل جلاله للسيدة مريم العذراء عند ولادتها للنبي، عيسى عليهما السلام: «وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا» حتى تتغذى ويتحسن دمها وينشف، فتطهر سريعاً، ويحافظ على إدرار اللبن لطفلها، ويزيل آلام التقلصات الرحمية بسرعة.
ولكن إذا كانت السيدة أو الرجل في عمر 47 وما فوق مع وجود الألم المتواصل فوق العشرة أيام، خصوصا للسيدات اللواتي انقطع الطمث لديهن، ويأخذن بدائل الهرمون لفترة تزيد على العشرة أيام، ننصح بعمل «السونار» لا (الميموغرام) للصدر مبدئياً، لمعرفة ما إذا كان هناك أي ورم أو تكتلات كلسية أو ليفية حميدة بكل الأحوال أو خبيثة واكتشافها مبكراً، هذا بالإضافة إلى الابتعاد عن الزيوت المهدرجة واستعمالها في الطبخ بكل أحوالها، وكثيرة هي الدراسات التي تنصح بالابتعاد عن الحليب البقري ومنتجاته والسكر الأبيض والدقيق ومنتجاته، وهناك بدائل كثيرة لها.