في ثاني عدوان على سورية خلال ساعات، شنّت إسرائيل، مساء أمس الأول، سلسلة هجمات على محافظتَي حمص وحماة، بعد هجوم مماثل استهدف محافظة طرطوس الساحلية، التي تضمّ القاعدة الروسية البحرية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن «العدو الإسرائيلي نفّذ عدواناً برشقات من الصواريخ من اتجاه البحر المتوسط، مستهدفاً بعض مواقع دفاعنا الجوي في طرطوس، مما أدّى إلى استشهاد عسكريين اثنين وإصابة 6 بجروح، ووقوع بعض الخسائر المادية».
وأفاد المرصد السوري بمقتل «جنديين سوريين وثالث مجهول الهوية، نتيجة ضربات جوية إسرائيلية طالت «مستودعاً لأسلحة حزب الله اللبناني قرب قريتَي الجماسة ودير الحجر، وقاعدة دفاع جوي تابعة للجيش في قرية كرتو بريف محافظة طرطوس».
ولاحقاً، أوردت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، نقلاً عن مصدر عسكري، أنّه ليل الأربعاء - الخميس «نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه شمال لبنان مستهدفاً بعض النقاط في محيط حماة، وأدى العدوان إلى وقوع بعض الخسائر المادية. وأفاد المرصد بتجدّد القصف الإسرائيلي لمناطق سورية، مشيراً إلى دويّ «انفجارات في ريف حماة نتيجة استهداف مركز البحوث العلمية في جبل قرية تقسيس»، وأشار إلى وجود مستودعات أسلحة بالمركز.
وأكد مصدر بالمعارضة أن أحدث ضربة إسرائيلية استهدفت أيضاً مطار الشعيرات العسكري جنوب شرق محافظة حمص، إلى جانب قاعدة عسكرية في جنوب حماة.
وأشار المصدر إلى أن القاعدة هي إحدى القواعد الجوية العسكرية الرئيسية التي قامت روسيا بتحصينها وتستخدمها لشنّ غاراتها على فصائل المعارضة.
ووفق المراسل العسكري الإسرائيلي، روي شارون، فإن ضربة طرطوس الأولى كان هدفها تدمير بطاريتَي دفاع جوي من البحر كانتا تعوقان تنفيذ الهجوم الجوي على حمص وحماة.
أزمة السويداء
وفي محافظة السويداء الجنوبية التي تسكنها الأقلية الدرزية، تواصلت التظاهرات الاحتجاجية، أمس لليوم الـ 26، غداة أول إطلاق نار يستهدف المتظاهرين.
وتوافد المتظاهرون، أمس، إلى ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، معبّرين عن إصرارهم على الاستمرار في الاحتجاجات، التي بدأت بالتنديد بتدهور الأحوال المعيشية، وتطوّرت للمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب على بعضها: «ما بدنا تجار ومصانع للكبتاغون ما بدنا تجار.. ارحل يا بشار مع إيران وروسيا، دم السوري على السوري حرام، ثورتنا سلمية حرية وكرامة وعدالة».
وأصدر بعضهم بياناً يشدد على «استمرار التظاهرات وضرورة الانتقال السياسي وفق القرار الأممي 2254 وتفعيل القرار 2118 والإفراج عن المعتقلين».
وبعد إطلاق النار، الذي أصاب متظاهرين، سارعت مجموعات من المحتجين في عدة قرى وبلدات بإغلاق مراكز حزب البعث.
وكان الرئيس الروحي للموحدين الدروز في السويداء، الشيخ حكمت الهجري، التقى أمس الأول مجموعة من المتظاهرين عقب تعرضهم لإطلاق النار. وظهر الهجري من دار الرئاسة الروحية ببلدة قنوات في مقطع فيديو طلب فيه من المتظاهرين ضبط النفس، وضرورة محاسبة مطلقي النار، مشدداً على أن «دم السوري على السوري حرام».
وأكد في الوقت نفسه ضرورة عدم التراجع أو التنازل عن المطالب التي يرفعونها، مشدداً على الالتزام بـ «الاعتصام السلمي حتى يطمئن كل فرد من الشعب السوري إلى أن حقوقه مصونة في بلده».
في المقابل، شنّ الهجري هجوماً لاذعاً ضد إيران وحزب الله، قائلاً إنه «يجب الجهاد ضد هذه الميليشيات التي نعتبرها احتلالاً»، بعد أن اتّهم أحد الحاضرين الميليشيات الإيرانية والحزب بإطلاق النار.
كما أصدر الهجري بياناً رداً على بيان مجلس محافظة السويداء الذي دعا إلى تدخّل الأجهزة الأمنية لإنهاء الحراك في السويداء، دعا فيه المتظاهرين إلى «الاستمرار بالحراك السلمي، وعدم الانجرار للعنف والتحلّي بالهدوء».
وكذلك دان شيخ العقل أبو وائل حمّود الحناوي حادثة إطلاق النار أمس، وقال في كلمة متوجها الى الرئيس السوري: «مش قادر تحلّ المشاكل فيه غيرك بحلّها»، ومشدداً على أن «العروش لا تدوم بالقتل».
وأكد أن «من سيطلق النار على أولادنا سيدفع الثمن، وإذا تعرّضنا لأي خطر لن نكون في الخلف، بل في الأمام»، محذراً من أن «المخدرات لا تبني الأوطان ولا يجب السكوت بعد اليوم».
عمليات أميركية
في موازاة ذلك، اشتكت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي، دانا سترول، من عمليات روسيا في سورية، كما طالبت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) والعشائر العربية بوقف الاشتباكات بينهما في محافظة دير الزور.
وقالت سترول إن ما تقوم به روسيا في سورية «يشتت عملياتنا على الأرض»، مضيفة أن الاحتكاكات الجوية الروسية مع الطائرات الأميركية في سورية «غير مهنية وغير آمنة».
وأوضحت أن «البنتاغون» أنشأت قنوات تواصل مع روسيا لإحاطتها بالجهود الأميركية في مكافحة «الإرهاب» في سورية.
وخلال السنوات الماضية تكرر الاحتكاك الجوي بين روسيا وأميركا في الأجواء السورية، وزادت حوادث الاحتكاك في الأشهر القليلة الماضية.
في سياق آخر، طالبت سترول «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) والعشائر العربية بوقف فوري للاشتباكات في دير الزور التي استمرت أسبوعين، وتوقفت بعد لقاءات مسؤولين أميركيين مع الطرفين ودعوات لإيقاف القتال.
واعتبرت المسؤولة في «البنتاغون» أن اشتباكات «قسد» والعشائر تقوّض مهمة القضاء على تنظيم داعش وتهدد أمن القوات الأميركية.