وفد حوثي إلى السعودية لتسريع السلام في اليمن
• موفدون عمانيون يصلون إلى صنعاء
• دورية جوية أميركية ــ سعودية فوق الخليج
يستعد وفد من جماعة الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في اليمن، للقيام بزيارة نادرة إلى السعودية، الداعمة للحكومة اليمنية، في خطوة تهدف إلى دفع عجلة الحل السياسي قُدماً، حسبما أفادت مصادر دبلوماسية وسياسية.
ووصل وفد من سلطنة عمان إلى صنعاء، أمس، ليبحث مع قيادات من جماعة الحوثي، قبيل الزيارة، جهود إحلال السلام في اليمن، وفق مصادر حوثية، وذلك بعد أيام من زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسلطنة، حيث يقيم مسؤولون حوثيون، بينهم المتحدث الرسمي باسمهم محمد عبدالسلام، الذي أفادت وكالة شينخوا الصينية بأنه وصل مع الوفد العماني إلى صنعاء.
وتأتي هذه الزيارة العلنية الأولى لوفد من الحوثيين إلى المملكة منذ أن أطلقت الرياض حملة عسكرية على رأس تحالف لوقف تقدّم الجماعة المتحالفة مع إيران عام 2015، بعد نحو 5 أشهر من زيارة وفد سعودي إلى صنعاء.
وقال مسؤول في الحكومة اليمنية، مطّلع على فحوى المحادثات بين السعودية والحوثيين لوكالة فرانس برس: «هناك تحضيرات لتحرُّك وفد حوثي إلى الرياض خلال
الـ 72 ساعة القادمة»، مضيفاً أن الغاية من الزيارة «عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الإنساني والاقتصادي».
وأضاف المسؤول بأن المحادثات تتركز على مسألة تسديد رواتب موظفي حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً عن طريق السلطة، وهي نقطة شائكة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظل مغلقاً لسنوات، قبل أن يسمح التحالف العام الماضي بفتح أجوائه للطائرات إلى الأردن ومصر. وأكد دبلوماسي غربي في اليمن زيارة الوفد الحوثي إلى السعودية.
من جهته، كتب علي القحوم، (عضو المكتب السياسي، أعلى سلطة سياسية لدى الحوثيين) على منصة إكس، أن الوفد الحوثي سيغادر صنعاء «على متن طائرة عمانية إلى السعودية لاستكمال اللقاءات السابقة التي تمّت في مسقط لأكثر من مرة مع الوفد السعودي»، معقباً بأن «التفاؤل قائم، ولا يزال، في نجاح الوساطة والجهود العمانية لتحقيق السلام باليمن».
وأشار القحوم إلى أنه سيتم خلال الزيارة مناقشة «الملفات الإنسانية، وعلى رأسها صرف مرتبات الموظفين اليمنيين في كل الجمهورية، وفتح المطارات والموانئ، والإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، وخروج القوات الأجنبية، وإعادة الإعمار، وصولاً إلى الحل السياسي الشامل».
وقال رئيس مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، إن زيارة الوفد الحوثي للسعودية «أشبه بنقل العلاقة بين الحوثيين والسعودية من الغرف الخلفية إلى صالة المنزل، أي شرعنة هذه العلاقة ومنحها دفعاً إضافياً»، معتبراً أنها «على الصعيد السياسي، خطوة متقدمة لإنهاء الدور المباشر للسعودية في اليمن، وإقرار الحوثيين بدورها كوسيط»، إلى جانب أنها أحد أطراف النزاع.
إلى ذلك، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى إجراء السعودية والولايات المتحدة دورية جوية مشتركة فوق مياه الخليج على متن طائرة تابعة للبحرية الأميركية قبل أيام، مضيفة أن الطواقم السعودية والأميركية راقبت، خلال هذه الدورية، أنشطة الملاحة البحرية في المياه الإقليمية.
وجددت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي، دانا سترول، في تصريحات أمس، التزام بلادها بأمن الملاحة في المنطقة العربية، ومعارضة أي جهة تهدد مبادئ تتعلق بالأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وقالت سترول إن التعزيزات العسكرية الأميركية الأخيرة في الخليج هي لطمأنة الحلفاء في المنطقة.