يتجه النفط لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، إذ يتزامن شح المعروض الناجم بالأساس عن خفض السعودية للإنتاج مع التفاؤل بأن الاقتصاد الصيني يتجاوز أخيرا مرحلة الخطر.

وارتفع خام برنت 37 سنتا إلى 94.07 دولارا للبرميل، كما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 43 سنتا إلى 90.59 دولارا.

Ad

وصعد الخامان حوالي أربعة بالمئة خلال الأسبوع.

من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.67 دولار ليبلغ 98.38 دولارا للبرميل في تداولات أمس مقابل 96.71 في تداولات الخميس وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

ومددت السعودية، ومعها روسيا شريكتها في تحالف «أوبك+»، هذا الشهر خفضا إجماليا بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا حتى نهاية العام، مما أدى إلى تسريع السحب من المخزونات العالمية.

ودفعت المخاوف بشأن الإمدادات خام برنت والخام الأميركي إلى أعلى مستوياتهما منذ نوفمبر.

وتعتبر الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، عنصرا حاسما في نمو الطلب على النفط خلال بقية العام. وأثار التعافي البطيء لاقتصادها بعد الوباء مخاوف بشأن الطلب، لكنها سجلت نموا في الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة بمعدل أسرع من المتوقع في أغسطس.

وأظهرت بيانات اليوم أيضا أن عمليات المعالجة في مصافي النفط ارتفعت بنحو الخمس عنها قبل عام، في ظل الحفاظ على معدلات تشغيل مرتفعة للاستفادة من زيادة الطلب العالمي على المنتجات النفطية.

ويتوقع خبراء اقتصاديون أن تواصل أسعار النفط صعودها لتتجاوز مستويات الـ 100 دولار للبرميل، وذلك في أعقاب موجة المكاسب التي حققها الخام خلال الأيام الماضية، حيث سجل أعلى مستوى له خلال العام الحالي مدعوماً بتوقعات ارتفاع الطلب مع استمرار المنتجين الكبار في العالم تمسكهم بسياسة خفض الإنتاج من أجل الحفاظ على استقرار السوق.

وقال تقرير نشرته شبكة (CNBC) الأميركية، واطلعت عليه «العربية نت»، إن أسعار النفط قد تتجاوز قريباً مستويات فوق الـ 100 دولار للبرميل، وذلك في أعقاب موجة المكاسب التي أوصلت النفط إلى أعلى مستوياته خلال العام الحالي 2023.

وارتفعت عقود النفط بشكل حاد منذ شهر حتى الآن وتظل على مسار الأرباح لتحقيق أسبوعها الإيجابي الثالث على التوالي.

وأنهت العقود الآجلة لخام برنت تعاملات الجمعة مرتفعة 23 سنتا بما يعادل 0.25% إلى 93.93 دولارا للبرميل، فيما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.7% أو 61 سنتا إلى 90.77 دولارا للبرميل.

وقال محللون اقتصاديون وخبراء مختصون في أسواق الطاقة إن ارتفاع الأسعار يأتي وسط توقعات متزايدة بتقلص الإمدادات بعد أن تحركت السعودية وروسيا لتمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية العام.

وأعلنت السعودية، وهي أكبر منتج في أوبك، في 5 سبتمبر الحالي أنها ستمدد خفض إنتاجها بمقدار مليون برميل يوميا حتى نهاية العام، مع تعهد روسيا أيضاً بخفض صادرات النفط بمقدار 300 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام. وقال البلدان إنهما سيراجعان تخفيضاتهما الطوعية على أساس شهري.

وأشار المحللون في «بنك أوف أميركا» إلى أنهم يعتقدون الآن أن أسعار النفط قد ترتفع قريباً إلى ما يزيد على ثلاث خانات، أي إلى فوق الـ 100 دولار للبرميل.

وقال محللون بقيادة «فرانسيسكو بلانش» في مذكرة بحثية: «إذا حافظت أوبك+ على تخفيضات العرض المستمرة حتى نهاية العام في ظل خلفية الطلب الإيجابي في آسيا، فإننا نعتقد الآن أن أسعار برنت قد ترتفع إلى ما يزيد على 100 دولار للبرميل قبل عام 2024».

وقال تاماس فارغا، من شركة وساطة النفط «بي في إم» إن القفزة نحو مستوى 100 دولار أمر «معقول»، مستشهدا بقيود الإنتاج من السعودية وروسيا، والصيانة المقبلة لمصافي التكرير، والنقص الهيكلي في وقود الديزل في أوروبا، والإجماع المتزايد على أن دورة التشديد الحالية ستنتهي قريباً.

وأضاف فارغا: مع ذلك، فإن مثل هذا الارتفاع ينطوي أيضاً على ضغوط تضخمية متجددة. وقال إن ذلك انعكس في بيانات التضخم الأميركية هذا الأسبوع وارتفاع الإنفاق الاستهلاكي، ما يشير إلى أن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة فترة أطول ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي على النمو الاقتصادي والطلب على النفط، بحسب ما نقلت شبكة «سي إن بي سي».

وتابع: «لهذا السبب، أعتقد أن أي ارتفاع نحو 100 دولار سيكون قصير الأجل».

وحذرت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء من أن قيود الإنتاج التي فرضتها السعودية وروسيا ستؤدي على الأرجح إلى «عجز كبير في السوق» خلال الربع الرابع.

وقالت هيئة الطاقة في تقريرها الشهري عن النفط إن قيود الإنتاج التي فرضتها «أوبك» والأعضاء من خارجها بما يزيد على 2.5 مليون برميل يومياً منذ بداية العام تم تعويضها حتى الآن من قبل أعضاء من خارج تحالف «أوبك+» مثل الولايات المتحدة والبرازيل.