فرقة الجاز الفرنسية تعزف الحب ضمن «صيفي ثقافي»
في أمسية موسيقية من طراز خاص قدمت فرقة الجاز الفرنسية REMI PANOSSIAN TRIO حفلا رائعا على مسرح عبدالحسين عبدالرضا بالسالمية، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ15، والتي تتضمن عروضا فنية منتقاة من العديد من دول العالم، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة د. محمد الجسار، ومدير إدارة الموسيقى والتراث الشعبي بقطاع الفنون فالح المطيري، ومدير المعهد الفرنسي في الكويت بونوا كاتالا، ووفد كبير من الدبلوماسيين والسفراء الأجانب لدى الكويت، فضلا عن الإقبال الجماهيري الكبير.
وفي الثامنة مساء الخميس كان الجمهور على موعد مع موسيقى الحب والحرية، ليحلق الجمهور على وقع أنغام الثلاثي الموسيقي الفرنسي بفرقة REMI PANOSSIAN TRIO إلى أرجاء الأنغام الروحانية التي تمثل نداءات للانطلاق والاستقلالية، بما تتميز به موسيقى الجاز من مسحة حزن وشجن شفيف، تنبع من القلب لتصل إلى القلب مباشرة بلا حاجز بين العازف والمستمع، لأنها لا تخرج من بين أصابعه بل ناتجة عن إحساسه بالحياة، وهو ما كان واضحا على جمهور الحفل الذي اكتظ به المسرح، وتفاعله مع الحفل، حيث تزداد قاعدة جمهور الجاز يوما بعد يوم، من أناس متعلقين بالحياة ومتطلعين إليها، يبحثون عن التأمل والوعي والحب والحرية، وهم يمثلون كل الأعمار والفئات والجنسيات.
ولم يكن غريبا هذا الإقبال الكبير على الحفل، إذ تتمتع الفرقة الفرنسية REMI PANOSSIAN TRIO بجماهيرية كبيرة، فقد قدمت أكثر من 500 حفلة غنائية في 40 دولة حول العالم، وفي بعض أكثر مسارح الجاز المرموقة، وشاركت في العديد من المهرجانات المختلفة حول العالم، منها فرنسا واليابان وكندا وكوريا الجنوبية، كما بيعت تذاكر الفرقة بالكامل عند إطلاق ألبومها الجديد Sun Monkey Voltage في باريس، وجالت في العديد من الدول للترويج لألبومها الموسيقي الجديد، وعادت الفرقة من جولتها في هونغ كونغ والفلبين وحفلتين موسيقيتين في باريس.
وعلى مدى ساعة من العزف المستمر استمتع الجمهور بسحر وجمال «الجاز»، والتي يعود سر التعلق بها إلى أنها موسيقى الإنسان المعاصر التي تعبر عن آماله وأحلامه، وفي نفس الوقت موسيقى متطورة، فرغم عمرها الذي يبلغ حوالي 100 عام لكنها حققت لنفسها شهرة في أقل من 50 عاما، وهو ما لم تحققه أي موسيقى فلكلورية أخرى في العالم.
من جانبه، قال مدير المعهد الفرنسي في الكويت بونوا كاتالا، لـ«الجريدة»، «سعادتنا اليوم لا توصف بالتواجد على هذا المسرح الهام في الكويت، والمشاركة في فعاليات مهرجان صيفي ثقافي، ونتيجة التعاون المستمر بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والسفارة الفرنسية لدى الكويت فقد استطعنا تقديم عرض الجاز الممتع بأداء الفرقة الفرنسية الشهيرة REMI PANOSSIAN TRIO، ليستمتع الجمهور من الكويت والجالية الفرنسية وغيرها من الجاليات الموجودة بالكويت بثمار هذا التعاون الثقافي والفني المستمر بين البلدين، ومن المؤكد أن هذا التعاون مستمر لينتج لنا المزيد من الفعاليات الممتعة والرائعة».
جدير بالذكر أن الجاز طريقة في العزف والتعبير أكثر من كونها موسيقى، ويمكن لأي نوع من الموسيقى أن يقدمها العازف بأسلوب الجاز، ورغم أن هذه الموسيقى التي كان لها الطابع الافريقي فقط أخذت شكلا عالميا، فهي موسيقى افريقية الأصل انتقلت إلى الولايات المتحدة عن طريق العبيد الذين تم استجلابهم للعمل بالمزارع في أوائل القرن التاسع عشر، وهناك كانوا يرددون أغانيهم أثناء العمل، يعبرون بها عن أحزانهم وآلامهم واشتياقهم للوطن ونداءاتهم بالحرية والمساواة، لذلك توجد بها مساحة كبيرة من الحرية، وظهرت أنواع كثيرة من الجاز تم مزجها مع موسيقى أخرى، مثل الجاز الكلاسيكي، الجاز الافريقي، الجاز اللاتيني، الجاز روك.