بعد يوم على إعلانه الانسحاب من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، حيث تقع عاصمة المنطقة، بدأ الجيش الروسي، أمس، سحب قواته من خيرسون الأوكرانية الاستراتيجية، التي تتحكم في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّها الرئيس فلاديمير بوتين عام 2014، مما أثار تساؤلات عما إذا كانت الخطوة مقدمة لتسوية ما، أم ستتحول الى مقدمة ليمتد الهجوم الأوكراني المضاد باتجاه القرم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: «تجري وحدات الجنود مناورات باتّجاه موقع معدّ لها على الضفة اليسارية من نهر دنيبرو بما يتوافق بشكل صارم مع الخطة المقررة».
وفعّل الجيش، أمس، قرار وزير الدفاع سيرغي شويغو بالانسحاب من خيرسون، في تطوّر كبير تحدثت هيئة الأركان الأميركية بعده عن فرصة لإجراء مفاوضات بين موسكو وكييف، لإنهاء الغزو المستمر منذ شهر فبراير.
وبناء على اقتراح قائد العمليات، الجنرال سيرغي سوروفيكين، أمر شويغو بانسحاب القوات من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، لإنشاء خط دفاع على الضفة اليسرى (شرق) للنهر الذي يشكّل حاجزاً طبيعياً. وفي تصريحات بثّها التلفزيون، أبلغ سوروفيكين شويغو بأنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون، واقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.
تقدُّم بالجنوب
في المقابل، أعلن قائد الجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، أمس، مواصلة الهجوم واستعادة 12 بلدة خلال 24 ساعة، موضحا أن «قوات الدفاع تقدّمت بما يزيد على 260 كيلومترا مربّعا.
وفي كلمة ذكر خلالها خيرسون مرة واحدة فقط، أكد زيلينسكي أن قواته تعزز مواقعها «خطوة بخطوة» في الجنوب، وحذّر من أن «العدو لن يقدّم لنا أي هدايا، ونحن نفوز بكل شيء، لذا نحن نمضي قُدما بحذر شديد، من دون عواطف أو مخاطر لا داعي لها».
وووصف الرئيس الأوكراني الخطوة الروسية بأنها انتصار كبير، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إنه يراقب كيفية انسحاب الروس، معتبرًا أنه إذا تأكّد، سيشكّل «نصرًا جديدًا لأوكرانيا»، ومضيفاً بعد محادثات مع رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني: «من الواضح أن روسيا تحت ضغط كبير». وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن أمر الانسحاب من خيرسون يُظهر أن هناك «مشاكل حقيقية تواجه الجيش الروسي». وأضاف: «وجدت أنه من المثير للاهتمام ان روسيا انتظرت حتى بعد الانتخابات النصفية للإعلان عن الانسحاب». وأمل بايدن أن يتمكن الديموقراطيون والجمهوريون من مواصلة النهج المشترك لمواجهة العدوان على أوكرانيا بعد انتخابات التجديد النصفي.
إنهاء الصراع
وفي حين شككت القيادة الأوكرانية في الخطوة الروسية، وتحدثت عن محاولة لتحويل خيرسون إلى «مدينة موت»، اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أنه مع استقرار الخطوط الأمامية في أوكرانيا، قد تكون هناك فرصة لإجراء مفاوضات بغرض إنهاء الصراع بين كييف وموسكو.
وقال ميلي، لشبكة CNN، ذلك من الممكن أن يحدث في الشتاء، وحثّ الأطراف على استغلال تلك الفرصة للتفاوض، مضيفاً أنه ينبغي أن يكون هناك اعتراف متبادل بأن النصر بالمعنى الحقيقي للكلمة لا يتحقق بالوسائل العسكرية، وبالتالي يجب اللجوء إلى وسائل أخرى.
وشدد ميلي، الذي تحدث عن مقتل وإصابة أكثر من مئة ألف جندي روسي، على أن الولايات المتحدة ستواصل تسليح أوكرانيا، بصرف النظر عن إجراء المفاوضات أو فشلها.
وأضاف ميلي أن ١٠٠ ألف جندي روسي يقابلهم عدد مماثل من الاوكران سقطوا خلال النزاع بين قتيل وجريح.
سوليفان وزيلينسكي
ونقلت قناة إن بي سي عن مصادر أن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، بحث خلال لقائه المفاجئ مع الرئيس الأوكراني آفاق الحل الدبلوماسي وكيفية إنهاء النزاع، وما إذا كان من الممكن أن يشمل حلاً دبلوماسياً.
ونقلت «إن بي سي» عن مسؤول أوكراني، أن ساليفان تطرّق إلى ضرورة الحل الدبلوماسي، مشيرا إلى أن مواقع أوكرانيا ستكون أقوى وليس أضعف، إن أعلنت انفتاحها على المفاوضات مع روسيا.
وأضاف المسؤول أن ساليفان لم يحاول ممارسة الضغط ليدخل أوكرانيا المفاوضات فورا، أو تتخذ أي خطوات محددة، وأعرب عن الرأي بأنها ستستطيع الحفاظ على دعم الحلفاء الغربيين أكثر في حال كانوا ينظرون إليها بمنزلة الجهة الراغبة في إنهاء النزاع بطرق دبلوماسية.
وصرح مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيل بودولياك، بأن كييف ستعتبر من يوافق على الشروط المسبقة التي تضعها بمنزلة شريك لها في المفاوضات.
وبهذا الصدد قال بودولياك، لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية: «الشروط المسبقة هي المهمة وليس الشخص الذي يقبلها، والولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا بشأن القضايا المتعلقة بمفاوضات السلام».
وكان زيلينسكي قد أعلن الثلاثاء الماضي، شروط بدء الحوار، وهي «استعادة الأراضي، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، وتعويض الخسائر، ومعاقبة مجرمي الحرب، وضمان عدم تكرار ذلك».
في الوقت نفسه، وقّع زيلينسكي مرسوما لتنفيذ قرار مجلس الأمن القومي حول استحالة إجراء مفاوضات مع بوتين أثناء رئاسته.
ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، إن روسيا ليست لديها أي شروط مسبقة للمفاوضات، لكن يجب على كييف إظهار حُسن النية.
أميركا وأوروبا
لكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن «مفاوضات السلام الجادة غير مرجحة قريباً، وكلا الجانبين يعتقد أن استمرار الأعمال العدائية سيعزز مواقفه»، مؤكدين أنه «من الصعب تصوّر شروط تسوية توافق عليها أوكرانيا وروسيا». وتضيف الصحيفة أنه يتعين على إدارة بايدن الحفاظ على التوازن بين دعم أوكرانيا وكيفية إنهاء الحرب».
مع دخول الهجوم على أوكرانيا شهره التاسع، واجه الجيش الروسي نكسة أخرى قوية دفعته إلى مغادرة مدينة خيرسون الاستراتيجية، في خطوة قد تكون مقدمة لتسوية دولية لوقف الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: «تجري وحدات الجنود مناورات باتّجاه موقع معدّ لها على الضفة اليسارية من نهر دنيبرو بما يتوافق بشكل صارم مع الخطة المقررة».
وفعّل الجيش، أمس، قرار وزير الدفاع سيرغي شويغو بالانسحاب من خيرسون، في تطوّر كبير تحدثت هيئة الأركان الأميركية بعده عن فرصة لإجراء مفاوضات بين موسكو وكييف، لإنهاء الغزو المستمر منذ شهر فبراير.
وبناء على اقتراح قائد العمليات، الجنرال سيرغي سوروفيكين، أمر شويغو بانسحاب القوات من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو، لإنشاء خط دفاع على الضفة اليسرى (شرق) للنهر الذي يشكّل حاجزاً طبيعياً. وفي تصريحات بثّها التلفزيون، أبلغ سوروفيكين شويغو بأنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون، واقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.
تقدُّم بالجنوب
في المقابل، أعلن قائد الجيش الأوكراني، فاليري زالوجني، أمس، مواصلة الهجوم واستعادة 12 بلدة خلال 24 ساعة، موضحا أن «قوات الدفاع تقدّمت بما يزيد على 260 كيلومترا مربّعا.
وفي كلمة ذكر خلالها خيرسون مرة واحدة فقط، أكد زيلينسكي أن قواته تعزز مواقعها «خطوة بخطوة» في الجنوب، وحذّر من أن «العدو لن يقدّم لنا أي هدايا، ونحن نفوز بكل شيء، لذا نحن نمضي قُدما بحذر شديد، من دون عواطف أو مخاطر لا داعي لها».
وووصف الرئيس الأوكراني الخطوة الروسية بأنها انتصار كبير، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إنه يراقب كيفية انسحاب الروس، معتبرًا أنه إذا تأكّد، سيشكّل «نصرًا جديدًا لأوكرانيا»، ومضيفاً بعد محادثات مع رئيسة الحكومة الايطالية جورجيا ميلوني: «من الواضح أن روسيا تحت ضغط كبير». وفي وقت سابق، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن أمر الانسحاب من خيرسون يُظهر أن هناك «مشاكل حقيقية تواجه الجيش الروسي». وأضاف: «وجدت أنه من المثير للاهتمام ان روسيا انتظرت حتى بعد الانتخابات النصفية للإعلان عن الانسحاب». وأمل بايدن أن يتمكن الديموقراطيون والجمهوريون من مواصلة النهج المشترك لمواجهة العدوان على أوكرانيا بعد انتخابات التجديد النصفي.
إنهاء الصراع
وفي حين شككت القيادة الأوكرانية في الخطوة الروسية، وتحدثت عن محاولة لتحويل خيرسون إلى «مدينة موت»، اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أنه مع استقرار الخطوط الأمامية في أوكرانيا، قد تكون هناك فرصة لإجراء مفاوضات بغرض إنهاء الصراع بين كييف وموسكو.
وقال ميلي، لشبكة CNN، ذلك من الممكن أن يحدث في الشتاء، وحثّ الأطراف على استغلال تلك الفرصة للتفاوض، مضيفاً أنه ينبغي أن يكون هناك اعتراف متبادل بأن النصر بالمعنى الحقيقي للكلمة لا يتحقق بالوسائل العسكرية، وبالتالي يجب اللجوء إلى وسائل أخرى.
وشدد ميلي، الذي تحدث عن مقتل وإصابة أكثر من مئة ألف جندي روسي، على أن الولايات المتحدة ستواصل تسليح أوكرانيا، بصرف النظر عن إجراء المفاوضات أو فشلها.
وأضاف ميلي أن ١٠٠ ألف جندي روسي يقابلهم عدد مماثل من الاوكران سقطوا خلال النزاع بين قتيل وجريح.
سوليفان وزيلينسكي
ونقلت قناة إن بي سي عن مصادر أن مستشار الأمن القومي الأميركي جاك سوليفان، بحث خلال لقائه المفاجئ مع الرئيس الأوكراني آفاق الحل الدبلوماسي وكيفية إنهاء النزاع، وما إذا كان من الممكن أن يشمل حلاً دبلوماسياً.
ونقلت «إن بي سي» عن مسؤول أوكراني، أن ساليفان تطرّق إلى ضرورة الحل الدبلوماسي، مشيرا إلى أن مواقع أوكرانيا ستكون أقوى وليس أضعف، إن أعلنت انفتاحها على المفاوضات مع روسيا.
وأضاف المسؤول أن ساليفان لم يحاول ممارسة الضغط ليدخل أوكرانيا المفاوضات فورا، أو تتخذ أي خطوات محددة، وأعرب عن الرأي بأنها ستستطيع الحفاظ على دعم الحلفاء الغربيين أكثر في حال كانوا ينظرون إليها بمنزلة الجهة الراغبة في إنهاء النزاع بطرق دبلوماسية.
وصرح مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيل بودولياك، بأن كييف ستعتبر من يوافق على الشروط المسبقة التي تضعها بمنزلة شريك لها في المفاوضات.
وبهذا الصدد قال بودولياك، لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية: «الشروط المسبقة هي المهمة وليس الشخص الذي يقبلها، والولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا بشأن القضايا المتعلقة بمفاوضات السلام».
وكان زيلينسكي قد أعلن الثلاثاء الماضي، شروط بدء الحوار، وهي «استعادة الأراضي، واحترام ميثاق الأمم المتحدة، وتعويض الخسائر، ومعاقبة مجرمي الحرب، وضمان عدم تكرار ذلك».
في الوقت نفسه، وقّع زيلينسكي مرسوما لتنفيذ قرار مجلس الأمن القومي حول استحالة إجراء مفاوضات مع بوتين أثناء رئاسته.
ومن جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، إن روسيا ليست لديها أي شروط مسبقة للمفاوضات، لكن يجب على كييف إظهار حُسن النية.
أميركا وأوروبا
لكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين أن «مفاوضات السلام الجادة غير مرجحة قريباً، وكلا الجانبين يعتقد أن استمرار الأعمال العدائية سيعزز مواقفه»، مؤكدين أنه «من الصعب تصوّر شروط تسوية توافق عليها أوكرانيا وروسيا». وتضيف الصحيفة أنه يتعين على إدارة بايدن الحفاظ على التوازن بين دعم أوكرانيا وكيفية إنهاء الحرب».
مع دخول الهجوم على أوكرانيا شهره التاسع، واجه الجيش الروسي نكسة أخرى قوية دفعته إلى مغادرة مدينة خيرسون الاستراتيجية، في خطوة قد تكون مقدمة لتسوية دولية لوقف الحرب.