وافى زمانُ السعدِ وهو ربيعُ
وأتى أوانُ اليُمنِ وهو بديعُ
فاحتْ زهورُ الحبِّ بينَ جوانحي
باحتْ بأطيابِ الغرامِ ضُلوعُ
غنَّتْ طيورُ الحبِّ في أعشاشِها
واخضرَّ روضُ القلبِ وهو وَلوعُ
القلبُ فيكَ مُوَلَّعٌ ومُتَيَّمٌ
وعلى هواكِ المُشتَهى مطبوعُ
يا سيدَ الأخلاقِ في كلِّ الدُّنا
بك شُرِّفتْ أنحاؤنا ورُبوعُ
يا نجمَ أحمدَ قد أنرتَ وجودَنا
فالقُطبُ ردفٌ والنجومُ تبيعُ
ضاءتْ قصورٌ في الشآمِ وأُطفئتْ
نارُ المجوسِ وحقدُها المصنوعُ
وارتجَّ إيوانٌ لكسرى فارسٍ
وارتجَّ فيهم باسلٌ وجَزوعُ
أهلًا بمولدك البهيِّ رسولَنا
أنتَ الإمامُ العادلُ المرفوعُ
طبنا بذِكراهُ الزكيِّ ولم يزلْ
معناهُ يَحيا بهجةً ويَضوعُ
ولدتكَ آمنةُ النقيةُ مِشعلًا
ترنو إليه قبائسٌ وشُموعُ
وأضاءَ فجرُ الحقِّ في أرجائنا
وأَهلَّ في أُفُقِ البقاعِ سُطُوعُ
وأطلَّ من خلفِ الظلامِ طلائعٌ
فأُزيحَ ليلٌ حالكٌ وهجيعُ
مَن للأسارى في غياهِبِ محنةٍ
يُضفي عليهِم نورَهُ ويشيعُ!
مَن لليتامى التائهينَ يدلُّهم
إلَّاكَ! أنتَ القائدُ المتبوعُ
مَن للحيارى الشاردين بأرضهم!
يا سيدَ النبلاءِ أنتَ شفيعُ
علَّمتنا أزكى الطِّباعِ وفضلَها
وبنا ارتقى خُلُقٌ لديكَ رفيعُ
تُهديكَ أزهارَ التحيةِ أُمَّةٌ
علَّمتَها أنَّ الدُّعاءَ خضوعُ
صلى عليك اللهُ يا خيرَ الورى
قد أُوقِظتْ بك رحمةٌ وجُموعُ
والآلِ والأصحابِ من أهلِ التُّقى
رضخوا لحقٍّ حين قيلَ: أطيعوا