وسط ازدحامات واختناقات محدودة في بعض الطرق والشوارع، صباح أمس، مع بدء دوام طلبة الصف الأول بالمدارس الحكومية والعربية الخاصة، يبدو أن الاختبار الحقيقي لخطة الدولة ونظام الدوام المرن الذي أقره ديوان الخدمة المدنية أخيراً سيبدأ صباح اليوم، مع عودة أكثر من نصف مليون طالب وطالبة في مدارسهم، وهو ما يدقّ أجراس الزحام.
ومرّ اليوم الأول لتطبيق الدوام المرن وعودة المدارس بسلام، وسط إجراءات تنظيمية من وزارة الداخلية التي ارتكزت خطتها على توزيع 500 دورية أمنية ومرورية، علاوة على 300 دراجة نارية لفكّ أي اختناقات مرورية.
في السياق، تفقّد وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، د. عادل المانع، صباح أمس، عدداً من المدارس للاطلاع على سير العمل في أول يوم دوام لطلبة الصف الأول الابتدائي مع انطلاقة العام الدراسي الجديد.
وقال المانع، في تصريح صحافي بالمناسبة: «يسرّني أن أتقدم بالتهنئة إلى أولياء الأمور وأبنائي وبناتي الطلاب والطالبات في صفوف النقل الذين يباشرون دوامهم المدرسي اليوم، سائلا الله تعالى أن يكون هذا العام عاماً ناجحاً وموفقاً».
وأشار إلى أن التطوير في التعليم يبدأ من الميدان التربوي، بمشاركة وتعاون جميع عناصر العملية التعليمية، ومن هذا المنطلق أكد الوزير حرصه على استمرار جولاته التفقّدية، التي تشمل مجموعة الزيارات الميدانية إلى المدارس، ليتلمس بشكل مباشر جميع قضايا وطموحات وملاحظات أهل الميدان التربوي، والوقوف على الاحتياجات الفعلية ورصد جميع التحديات، مضيفاً: «ولن نتوانى في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المقصّرين، من أجل تصحيح الأوضاع وتحسين الأداء».
تجهيزات المدارس
بدوره، قال وكيل «التربية» بالتكليف، أسامة السلطان، إن الوزارة حريصة على تهيئة الأجواء التربوية والتعليمية للطلاب والطالبات مع بدء الدوام المدرسي للعام الجديد، مشيراً إلى أن الوزارة شكّلت فرق عمل لمتابعة تجهيزات المدارس، التي بدأت عملها منذ 10 أغسطس الماضي.
وأشار إلى أنه وفق التقارير الواردة من المناطق التعليمية، تم العمل على تلافي معظم المعوقات والنواقص والملاحظات من حيث النظافة والتكييف، وغيرها من الأمور المتعلقة بالدوام المدرسي، ويتبقى نحو 20 في المئة من تلك الملاحظات، وجارٍ العمل عليها والتواصل مع الجهات المختصة لحلّها وتلافيها.
الحركة المرورية
في سياق متصل، تفقّد وكيل وزارة الداخلية، الفريق أنور البرجس، صباح أمس، غرفة التحكُّم المركزي وغرفة العمليات بالإدارة العامة للمرور بمنطقة جنوب الصباحية، لمتابعة الحركة المرورية مع انطلاقة العام الدراسي الجديد في البلاد، بحضور وكيل الوزارة المساعد لشؤون الأمن العام وشؤون المرور والعمليات بالوكالة، اللواء عبدالله الرجيب، والمدير العام للإدارة العامة للمرور اللواء يوسف الخدة، والمدير العام للإدارة العامة للعمليات المركزية العميد عبدالله العتيجي، وقيادات قطاع المرور.
وفي بداية الزيارة، نقل البرجس إلى قيادات قطاع المرور وضباطه وأفراده تحيات رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، ثم اطّلع على جهود أجهزة وزارة الداخلية استعداداً لاستقبال العام الدراسي الجديد، ومتابعة تنفيذ الإجراءات الأمنية والمرورية الشاملة.
واستمع إلى إيجاز عن نظام التحكم المركزي والمراقبة المرورية للإشارات الضوئية من خلال غرفة التحكم المركزي، ونظام المراقبة المرورية من خلال كاميرات المراقبة ونظام العد المروري لحجم الحركة المرورية على الطرق والتقاطعات.
وأشرف البرجس على تدشين 300 دراجة آلية وانضمامها للخدمة المرورية للمساهمة في مراقبة الحركة المرورية والوصول إلى بعض أماكن الازدحامات التي يصعُب وصول الدوريات إليها.
ووجّه القيادات في «الداخلية» بتنفيذ الاستعدادات المرورية الشاملة بكل حرص لحماية أبنائنا الطلاب والطالبات، والانتشار الواسع لدوريات المرور في كل الطرق الرئيسية والفرعية والتقاطعات لضبط كل من تسوّل له نفسه بمخالفة قواعد وقوانين المرور والحد من الاختناقات المرورية.
وشدد على ضرورة تعاون رجال الأمن المكلفين بتطبيق خطة وزارة الداخلية الخاصة ببدء العام الدراسي الجديد مع أولياء الأمور وأعضاء الهيئات التعليمية من خلال التعامل الحضاري وإظهار حسن التعامل مع مرتادي الطريق.
مساندة الدوريات
من جهته، قال مدير إدارة التوعية المرورية في الإدارة العامة للمرور، العميد نواف الحيان، إن الخطة المرورية ارتكزت على توزيع 500 دورية أمنية ومرورية؛ منها 250 دورية مرور و250 دورية تابعة لشرطة النجدة، فضلاً عن إدخال 300 دراجة نارية جديدة للخدمة انطلقت، صباح أمس، لمساندة الدوريات ورجال الأمن في فك الاختناقات المرورية والازدحام في بعض المواقع التي يسهل الوصول إليها للبلاغ.
وأوضح الحيان، أن اليوم الأول للعام الدراسي والذي شهد استقبال طلبة الصف الأول ابتدائي يعتبر «بروفة أمنية مرورية» لكل القطاعات المشاركة قي خطة وزارة الداخلية، ولم يشهد اليوم الأول كثافة مرورية أو اختناقات، باستثناء بعض الطرق السريعة التي تم التعامل معها بشكل فوري على طريق كاميرات الرصد المروري التي وجهت دوريات المرور إلى تلك المواقع.
ووجّه الحيان رسالة إلى أولياء الأمور من أجل التعاون مع رجال الأمن ومتابعة أبنائهم لحظة الدخول وخروج الطلبة من المدارس، ليتسنى إنجاح هذه الخطة التي ستعود بلا شك بالمنفعة على الجميع، وأن يكون عاماً دراسياً مميزاً دون حوادث.
«الجنيدل» استقبلت طلبتها ببرامج ترفيهية
قالت مديرة مدرسة محمد الجنيدل الابتدائية للبنين، آمال العنزي، إن المدرسة استقبلت طلبة الصف الأول صباح أمس، ببرنامج ترفيهي بوجود أولياء الأمور، لتخفيف الرهبة لديهم في أول يوم دوام لهم، موضحة أن المدرسة وفّرت عدداً من الحيوانات الأليفة والألعاب والشخصيات المرحة لإضفاء نوع من البهجة في نفوس الطلاب، لافتة إلى أن الإدارة عملت خلال الفترة الماضية على تجهيز المدرسة، والتأكد من تشغيل التكييف وصيانة برادات المياه، وإعادة صبغ الجدران لإضفاء منظر جمالي على المدرسة.
تعميم الدوام المرن لم يصل لجهات حكومية
رغم إعلان ديوان الخدمة المدنية موعد الدوام المرن الجديد، منذ الخميس الماضي، مازالت بعض الجهات الحكومية ملتزمة بآلية الدوام السابق، وفق 4 فترات، نظراً لعدم انتهاء الديوان من إعداد التعميم الرسمي للوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية.
انطلاق حملة التوعية «على قلب واحد»
دشّنت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني حملة التوعية «على قلب واحد»، التي تستمر طوال العام، بالتعاون مع بيت التمويل الكويتي «بيتك».
ووزّع فريق مشترك، صباح أمس، الهدايا على طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، بهدف توعيتهم وترسيخ المبادئ الأخلاقية والقيم كالتسامح ونبذ العنف بجميع أشكاله، والابتعاد عن ظاهرة التنمّر، وتعزيز الولاء للوطن.
«الكهرباء» لم تغيّر مواعيدها
أكدت مصادر وزارة الكهرباء والماء انسيابية الطرق خلال الفترة الصباحية، الأمر الذي لم يعرقل وصول موظفي الوزارة إلى مبنى الوزارة في جنوب السرة والإدارات التابعة للوزارة في مختلف المناطق.
وأشارت إلى أن دوام موظفي «الكهرباء» من السابعة صباحاً إلى الساعة الثانية ظهراً ولم يتغير إلى الآن.
هدوء في مجمّع الوزارات
خيّم الهدوء في مجمع الوزارات، خلال الساعات الأولى من انطلاق الدوام، وبدت الممرات خالية من الموظفين وبوابات الدخول دون أدنى تزاحم، أما أجهزة «البصمة» الخاصة بإثبات الحضور والانصراف فقد بدت وحيدة وكأنها تنادي العاملين!
ووفقاً لمصادر «الشؤون»، فإن موظفات الوزارة هنّ الأكثر حضوراً خلال الفترة الصباحية من 7 إلى 7:30 صباحاً، في حين استحوذ الموظفون الرجال على ساعات الدوام من 8 إلى 8:30 صباحاً.
ولفتت المصادر إلى أنه بشأن دوام موظفي قطاع الرعاية الاجتماعية، فإن طبيعة عملهم تختلف عن قطاعات الوزارة الأخرى، لاسيما أن قطاعاً عريضاً منهم يعملون وفق نظام النوبة الذي يخضع لشروط وضوابط مختلفة عن دوام الإداريين من جهة مواعيد وساعات العمل.
أما فيما يخص الهيئة العامة للقوى العاملة، فأكدت المصادر أن الهيئة ملتزمة بتطبيق النظام منذ أبريل الماضي، الأمر الذي ينطبق أيضاً على الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة.