«الوطني»: معركة «الفدرالي» الأميركي لكبح الأسعار معقدة
ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس الماضي، على خلفية ارتفاع تكاليف الطاقة، متجاوزاً التوقعات، وهو الأمر الذي يرجح معه تعقيد معركة كبح الأسعار التي يخوضها الاحتياطي الفدرالي.
وحسب تقرير أسواق النقد الأسبوعي، الصادر عن بنك الكويت الوطني، ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 3.7% على أساس سنوي، مقابل 3.2% في يوليو، متجاوزة التوقعات البالغة 3.6%. وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار بنسبة 0.6% بعد ارتفاعها بنسبة 0.2% الشهر السابق، ويعزى أكثر من نصف هذا النمو الشهري إلى الضغوط الناجمة عن القفزة الأخيرة التي شهدتها أسعار البنزين، بعد أن جددت السعودية وروسيا جهودهما لدفع أسعار النفط نحو الارتفاع، إذ وصل سعر مزيج خام برنت إلى أعلى مستوياته المسجلة في 10 أشهر عند 92.50 دولارا.
كما ظل معدل التضخم الأساسي أقوى هامشياً من المتوقع، لكنه واصل تراجعه على أساس سنوي، مما يساهم في فتح المجال أمام الاحتياطي الفدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة الأربعاء المقبل عند مستوياتها الحالية، إذ ارتفع معدل التضخم الأساسي بنسبة 0.3% على أساس شهري، أي أعلى قليلاً من 0.2% المسجلة في يوليو، لكن على أساس سنوي، انخفض من 4.7% إلى 4.3%.
وبعد رفع سعر الفائدة 11 مرة منذ مارس 2022 في إطار مساعي الفدرالي للسيطرة على التضخم وإعادته نحو المستوى المستهدف والمحدد بنسبة 2%، من المتوقع أن يثبت «الفدرالي» سعر الفائدة في اجتماعه المقبل المقرر عقده في 19-20 سبتمبر، إلا أنه خلال الفترة المقبلة سينقسم المستثمرون حول توجهات الفدرالي، وما إذا كان سيرفع سعر الفائدة مرة أخرى في وقت لاحق من العام الحالي.
أسعار المنتجين
وارتفعت الأسعار المدفوعة للمنتجين الأميركيين في أغسطس، على خلفية زيادة تكاليف الطاقة والنقل، إذ ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.7% الشهر الماضي، مسجلا أكبر مكاسب منذ يونيو 2022، وقفزت أسعار السلع بالجملة 2.0% الشهر الماضي، مع ارتفاع أسعار البنزين 20%، وبما يمثل 60% من معدل النمو. وباستثناء المكونات المتقلبة، ارتفع المؤشر الأساسي بنسبة 0.1%.
مبيعات التجزئة
وارتفعت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة بأغسطس، مدعومة بارتفاع أسعار الغاز، في حين نما الإنفاق على البنود الأخرى بشكل متواضع، وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6%، أي أسرع قليلاً من معدل النمو المعدل في يوليو البالغ 0.5%، مسجلاً الشهر الخامس على التوالي من النمو، ويعزى هذا النمو إلى حد كبير إلى ارتفاع معدل الإنفاق في محطات الوقود، والذي ارتفع بنسبة 5.2% الشهر الماضي.
وساهم ارتفاع أسعار النفط على خلفية خفض «أوبك» وحلفائها حصص الإنتاج وتزايد الطلب والاعطال التي مرت بها المنشآت النفطية في ليبيا، في تزايد الأسعار في محطات الوقود، وباستثناء مبيعات محطات البنزين، ارتفع إنفاق التجزئة بنسبة أقل قليلاً بلغت 0.2% في أغسطس مقارنة بشهر يوليو، وتوضح البيانات مرونة المتسوقين على الرغم من رفع الاحتياطي الفدرالي سعر الفائدة 11 مرة.
أوروبا والمملكة المتحدة
وانكمش الاقتصاد البريطاني في يوليو متأثراً بالإضرابات التي شهدتها المستشفيات والمدارس، فضلاً عن الطقس الممطر على غير المعتاد، مما أضر بالإنتاج، وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.5% في يوليو مقارنة بشهر يونيو، فيما يعد أسوأ من معدل الانكماش المتوقع والبالغة نسبته 0.2%، وجاء هذا الرقم بعد تسجيل معدل نمو أفضل من المتوقع بنسبة 0.2% في الربع الثاني من العام، إلى جانب تزايد مخاوف الركود في النصف الثاني من العام، ويتجاوز تراجع الإنتاج الذي تم تسجيله في الربع الثالث من العام القطاعات المتضررة من الإضرابات والأمطار، كما انكمشت القطاعات الثلاثة الرئيسية (التصنيع والخدمات والبناء) للمرة الأولى منذ صيف 2022.