وسط ترقب لإتمام إيران والولايات المتحدة صفقة تبادل 5 سجناء بوساطة قطر في الأيام القليلة المقبلة، بعد سماح واشنطن بتحرير 6 مليارات دولار إيرانية كانت مجمدة في كوريا الجنوبية بسبب العقوبات، ووضعها في حسابات إيرانية مقيدة برقابة أميركية في الدوحة، صعّدت إيران ضد الأوروبيين، بإعلانها سحب تراخيص عمل مفتشين فرنسيين وألمان يعملون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

وفي وقت أعلنت إيران أن خطوتها التصعيدية غير المسبوقة تأتي رداً على دعوة وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس حكماء الوكالة إلى إيران للتعاون فوراً مع المحققين الدوليين إزاء قضايا، منها تفسير العثور على آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة، أفادت مصادر إيرانية «الجريدة» بأن الإجراء الإيراني جاء رداً على إعلان بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي عن نية لتمديد قرار العقوبات على البرنامج الصاروخي لطهران بعد انتهاء العقوبات بهذا الشأن المفروضة من الأمم المتحدة في أكتوبر المقبل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2231.

وبينما توجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك على رأس وفد سياسي للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد، طرح بعض الأفكار عن كيفية عودة الأطراف لتعهداتها بشأن ‫الاتفاق النووي المبرم عام 2015، كاشفاً عن مقترح إيراني لانسحاب تركيا من سورية يقضى بأن تخرج تركيا قواتها العسكرية من سورية مقابل تعهد الأخيرة بوضع قواتها على الحدود لمنع أي تعرض للأراضي التركية.

وقال عبداللهيان إن «المقترح يتضمن أن تكون كل من إيران وروسيا ضامنين للطرفين».

وفي حين رفضت إيران تمديد الفترة الممنوحة للعراق لإبعاد الفصائل الكردية الإيرانية المعارضة عن الحدود بين البلدين، والتي تنتهي غداً، محتفظة لنفسها بحق اتخاذ خطوات مقبلة، أفادت تقارير واردة من إيران بأن أجهزة الأمن اعتقلت العشرات من المواطنين في ذكرى مقتل مهسا أميني التي حلت أمس الأول في وقت دعت المعارضة إلى تحركات جديدة اليوم وغداً.

وفي تفاصيل الخبر:

وسط ترقب لإتمام إيران والولايات المتحدة صفقة تبادل 5 سجناء بوساطة قطر اليوم، بعد سماح واشنطن بتحرير 6 مليارات دولار إيرانية كانت مجمدة بسبب العقوبات في كوريا الجنوبية، ووضعها في حسابات إيرانية مقيدة برقابة أميركية في الدوحة، أثار قرار إيران تجريد خبراء رئيسيين فرنسيين والمان من اعتمادهم لتفتيش الترسانة النووية الإيرانية انتقادات أوروبية وإسرائيلية.

وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إن قرار إيران سحب تعيين العديد من مفتشي الوكالة ذوي الخبرة المكلفين بإجراء أنشطة التحقق بموجب اتفاق ضمانات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في إيران أحادي الجانب، وغير متناسب وغير مسبوق.

Ad

وجاءت الخطوة الإيرانية رداً على دعوة وجهتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس حكماء الوكالة إلى إيران للتعاون فوراً مع المحققين الدوليين إزاء قضايا، منها تفسير العثور على آثار يورانيوم في مواقع غير معلنة.

ووصف غروسي الخطوة بأنها «تتعارض مع التعاون القائم بيننا وبين إيران».

وأضاف: «بدون تعاون فعال، لن نتمكن من تنفيذ التفويض المفروض علينا، وهو التأكد من أن النشاط النووي الإيراني مخصص للأغراض السلمية فقط»، داعيا «كبار المسؤولين في إيران إلى الاتصال به في أسرع وقت ممكن».

وانتقد الاتحاد الأوروبي الخطوة الإيرانية، وحث طهران على إعادة النظر دون تأخير في قرارها.

وعقب ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ليل السبت ـ الأحد، على قرار طهران استبعاد ثلث المراقبين الدوليين عن منشآتها بالقول: «إن إسرائيل غير متفاجئة من تصرفات إيران، التي تثبت أنها تنتهك جميع التزاماتها تجاه المجتمع الدولي، وتنوي التسلح بأسلحة نووية».

وأضاف مكتب نتنياهو الذي توجه هو الآخر إلى نيويورك لحضور الجمعية العام للأمم المتحدة ان «رئيس الوزراء يكرر أن إسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري من أجل الدفاع عن نفسها ضد هذا التهديد».

ومثلت خطوة إيران، غير المسبوقة في التعامل مع الوكالة الدولية، انتكاسة بعد تقارير عن دفعها لتفاهم هادئ مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يقضي بعودة غير رسمية للاتفاق النووي الذي انسحبت منه إدارة سلفه دونالد ترامب عام 2018.

وفي وقت توجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك على رأس وفد سياسي للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أكّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن سلطان عُمان هيثم بن طارق، طرح بعض الأفكار عن كيفية عودة الأطراف لتعهداتها بشأن ‫الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأضاف عبداللهيان في حوار مع صحيفة الوفاق أمس: «لقد أولينا العرض أهمية، وإذا تمكنا من الوصول إلى نتيجة فسنعلن عن ذلك».

وكشف وزير الخارجية الإيراني في المقابلة أن بلده قدم مقترحا لانسحاب تركيا من سورية يقضى بأن تخرج تركيا قواتها العسكرية من سورية مقابل تعهّد سورية بوضع قواتها على الحدود لمنع أي تعرّض للأراضي التركية. وقال إن «المقترح يتضمن أن تكون كل من إيران وروسيا ضامنا للطرفين».

وبشأن التقارير عن توجّه القوات الأميركية الموجودة في شمال سورية لمنع الفصائل العراقية والسورية الموالية لطهران من حرية التنقل عبر الحدود بين البلدين، قال عبداللهيان: «لا يمكن لأحد أن يغلق الحدود وطرق النقل بين الدول، وهذا ينطبق على الحدود العراقية- السورية خاصة البوكمال». وأضاف أن الأمر نفسه يسري بالنسبة للمر زنغرور الذي يربط أذربيجان بتركيا عبر الأراضي الأرمينية ثم جمهورية نخجوان الأذربيجانية.

وفي موازاة ذلك، أكد وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، أن الاتفاق الأمني الإيراني- العراقي لنزع سلاح المعارضين الإيرانيين الأكراد من منطقة كردستان العراق بحلول الغد، لن يتم تمديده.

ذكرى مهسا

في شأن آخر، أفادت تقارير واردة من إيران بأن أجهزة الأمن اعتقلت العشرات من المواطنين في ذكرى مقتل مهسا أميني التي حلت أمس الأول في وقت دعت المعارضة إلى تحركات جديدة اليوم وغداً.

وتم تحديد هوية 17 من الموقفين بينهم أفراد من العائلات المطالبة بالعدالة، مثل: والدة يلدا آقا فضلي، ووالد حديث نجفي، والممثلة السينمائية هانية توسلي.

وأفادت السلطات الإيرانية، أمس، بأن أحد عناصر قوات الباسيج لقي حتفه في حادث إطلاق نار، ليل السبت ـ الأحد، في مدينة نور آباد بمحافظة فارس.

وأوردت وكالة إرنا أن «شخصين كان يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على عناصر من الباسيج».

ونفذت قوات الأمن الإيرانية على مدى الأيام الماضية انتشارا واسعا مع حلول ذكرى وفاة أميني في 16 سبتمبر 2022 بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الآداب على خلفية انتهاك قواعد اللباس الصارمة، وهو ما تسبب في إطلاق موجة احتجاجات غير مسبوقة ضد نظام الجمهورية الإسلامية.

كما زعم النائب السياسي والأمني ​​لمحافظ كردستان مهدي رمضان أن عدداً من أعضاء «مجموعة إرهابية» أراد اغتيال أمجد أميني والد مهسا في ذكرى وفاتها، وتم إلقاء القبض عليهم جميعا.