تكريم الموسيقار عبدالرب إدريس في ليلة موسيقية ساحرة
• في افتتاح مهرجان الموسيقى الدولي بمركز الشيخ جابر الثقافي
على مسرح الدراما بمركز الشيخ جابر الثقافي، انطلقت إبداعات الموسيقار د. عبدالرب إدريس، حيث تم تقديم باقة من أجمل أعماله الموسيقية والغنائية في افتتاح مهرجان الموسيقى الدولي بدورته الـ 23، في ليلة شهدت تكريمه، كشخصية للمهرجان، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، برعاية وزير الإعلام رئيس «الوطني للثقافة» عبدالرحمن المطيري.
ويُعد الموسيقار الكبير واحداً من أبرز علامات المجال الموسيقي والطربي الذين لامسوا القلوب، وهيجوا المشاعر، وتركوا بصمة في الوجدان، كعمق بحر الفن، وكجمال عشق الفنان، كوروح تصالحت بجسد نبض حباً وأشجاناً. ولأن الموسيقى جزء من الجمال ووهج من الخيال جاء المهرجان ليؤكد دائماً أنه لا حياة بلا موسيقى، ولا موسيقى بلا حياة.
كلمة الافتتاح
حضر الحفل ممثل راعي المهرجان الأمين العام للمجلس د. محمد الجسار، والأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، إضافة إلى فنانين ومطربين من دول الخليج، فضلاً عن الحضور الجماهيري الكبير.
وفي حفل مكتمل العدد، قال الفنان سعود بوشهري: «الموسيقى ليست مجرد مجموعة من الأصوات والنغمات، بل هي جزء لا يتجزأ من حياتنا، وتلعب دوراً كبيراً في تعزيز تواصلنا مع العالم من حولنا، بل هي إحدى أهم الوسائل التي نعبِّر من خلالها عن مشاعرنا تجاه أوطاننا، نرحب جميعاً بالموسيقار عبدالرب إدريس، وبليلة تشهد الاحتفاء به»، ثم دعا رئيس المهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون لإلقاء كلمة الافتتاح.
من جانبه، قال الزامل: «نشهد اليوم ليلة استثنائية، نحلِّق جميعاً في سماء الإبداع، ومع عشاق الموسيقى نصعد سلالم الفن، لتلامس أرواحنا صفاء الذهن، فالموسيقى - كما وصفها أفلاطون - (قانون أخلاقي)، فهي تعطي الحياة للروح، والأجنحة إلى العقل، وتنقلك إلى الخيال، وتلهم السحر والإبهار بالحياة، وكل شيء من حولنا، وها نحن اليوم في افتتاح مهرجان الموسيقى الـ 23 نحتفي بمن لامس قلوبنا، ونكرِّم من ألهمنا بفنه، وسحرنا بموسيقاه، إنه الفنان والإنسان د. عبدالرب إدريس».
وأكد الزامل أن «دور المجلس يتمثل هنا في تعزيز أصالة الثقافة والفنون والآداب بشكل عام، والموسيقى بشكل خاص، من خلال الاحتفالية الخاصة به، بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسه»، مثمناً جهود العاملين في شتى المجالات الفنية الموسيقية الذين لامسوا القلوب، وتركوا بصمة في الوجدان.
مراسم التكريم
وقبل أن تبدأ مراسم التكريم تم عرض فيلم تسجيلي قصير يتضمن تاريخ ومسيرة شخصية المهرجان عبدالرب إدريس، كما شمل الفيلم شهادات من زملائه وتلامذته الفنانين، منهم: الشاعر بدر بورسلي، وخالد البذال، وأيوب خضر، وبدر النوري، وفهد السالم، ومساعد البلوشي. وعكس الفيلم حالة الحُب والتقدير والمكانة الكبيرة للموسيقار في قلوب كل من عرفه وتعاون معه.
بعدها بدأت مراسم التكريم، بدعوة الجسار والزامل إلى المسرح، واللذين قاما بدورهما بتكريم شخصية المهرجان والفنانين المشاركين في الحفل، وهم: المطربون فهد السالم ومساعد البلوشي وبدر النوري، وقائد الفرقة الموسيقية المايسترو د. أيوب خضر، ثم استقبل الجمهور بحفاوة كبيرة د. عبدالرب إدريس، الذي اعتلى خشبة المسرح للتكريم وإلقاء كلمة والتقاط الصور التذكارية.
وأعرب إدريس في كلمته عن سعادته التي لا تُوصف بهذا التكريم من «الوطني للثقافة»، وعلى أرض الكويت، متوجهاً بالشكر للمجلس وكل من ساهم في هذه الليلة البديعة، مضيفاً أنه يشعر رغم كل ما قدمه للساحة الفنية أنه لم يقدم سوى الشيء البسيط، وأن مخزون المشاعر والأحاسيس والأنغام في داخله أكبر مما قدمه، لأن الفن حالة لا تتوقف عن التدفق داخل الفنان.
وأوضح أنه تأثر في فنونه بالصعاب التي مر بها والبلدان التي عاش فيها، كالكويت والسعودية واليمن، وأن مشوار نجاحه لم يكن سهلاً، بل كان محفوفاً بالتحديات، مؤكداً أهمية العطاء والمساهمة في تطور البلدان، وأن يطور الفنان نفسه بالاستماع لجميع أنواع الموسيقى الشرقية والغربية.
عقب ذلك، أهدى المجلس الوطني شخصية المهرجان لوحة تذكارية بريشة الفنان التشكيلي أحمد مقيم، والتي جسَّد من خلالها إدريس وهو يُمسك بآلة العود ويعزف أجمل ألحانه، وهي الهدية التي أعرب إدريس عن جمالها الذي لا يقل عن جمال الليلة الساحرة.
وبدأ الحفل الموسيقي بوصلة المطرب فهد السالم، الذي قدَّم فيها من أعمال إدريس أغنيات: «ليه كذا ليه» لعبدالمجيد عبدالله، و«رد الزيارة» للفنان عبدالكريم عبدالقادر، و«الحل الصعب» للفنان راشد الماجد.
وغنَّى المطرب بدر نوري أغنيات «محتاج لها» للفنان محمد عبده، و«اعترف لج» لعبدالكريم عبدالقادر. وأطرب الفنان مساعد البلوشي الحضور بأغنيتَي «انت معاي» لمحمد عبده، و«تأخرتي» لعبدالكريم عبدالقادر، فيما اختتم إدريس الحفلة بأغنيتين من أدائه، هما: «ليلة لو باقي ليلة» و«الحفل له ناس».
وتستمر فعاليات المهرجان حتى 22 الجاري، وتتضمن: الحفل التركي (أميرة الأحزان)، والحفل الغنائي المتنوع (ألحان الذكريات)، وجلسة حوارية مع الفنان إدريس، وحفل الختام مع موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب.