خلل تقني في «المايتريكس»
كتبت السيدة سعاد المعجل مقالا معنوناً بـ«العالم يعيش في مايتريكس»، والمنشور في جريدة «القبس» بتاريخ التاسع من سبتمبر الجاري تناولت فيه مفهوما رائعا وهو أن الإنسان أصبح في هذا الزمن ليس إلا جزءاً من مصفوفة رقمية (مايتريكس) تتشابه أفكاره، بل جعلت حتى من الشكل شيئا شبه موحد، فأصبح محكوماً من محركات وأنظمة أكبر من تصور العقل البشري العادي.
لم أستغرب إبداع السيدة الوطنية كاتبة المقال (المعجل) فأنا شخصيا من متابعيها وعشاق كتاباتها، ولأنني على المستوى الشخصي أستخدم في حياتي اليومية مصطلح there is a glitch in the matrix أي أن هناك خللاً في المصفوفة الرقمية كناية عن مشكلة أو خلل ما، فاتتني الرغبة وانتابني شعور حسن لكتابة هذا المقال الذي (أعتقد) أنني أستكمل فيه خيط الأفكار ذاته.
لطالما آمنت شخصيا بأننا لسنا إلا جزءاً من «مانيفكتورا» كبيرة تدور رحاها من أطراف لا نراها، ولا حتى نعرف حقيقة شخوصها حقاً، ولا نكتشف خيوط الحقيقة إلا حين حدوث خلل في «المصفوفة الرقمية» فنستدل بذلك على الخلل ومسبباته، لكننا في الآونة الأخيرة لاحظنا أمراً غريباً، وأخص تحديداً في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث أصبح الجميع «طوعاً» يركب أي موجة أو إشاعة كانت، وكأن «البعض» يستمتع فعلا حين تكون القصة بأكملها من نسج الخيال والأقاويل لا أكثر، يحدث هذا الأمر وبشكل يومي مع الأسف بسبب تزايد عدد منصات التواصل الاجتماعي من جانب ودخول حسابات إخبارية تبحث عن السبق الصحافي، ولو كان الأمر ليس إلا خيطاً من دخان.
يتم القذف ورمي التهم جزافاً وبكل سهولة هذه الأيام على الإعلام الإلكتروني، وهو أمر مقلق بل مؤشر خطير جداً، ينم عن سلوكيات سلبية وسيئة جدا، بل تلوك الألسن الشائعات وكأنها حقائق دون أي محاولة من بعضهم في التروي والبحث والتماس الأعذار أو حتى بذل أدنى مجهود في التحري.
وبهذا يا سادة يا كرام ندخل في «مايتريكس» موجه من أطراف لا نعلمها، تقتات وتتفنن في تشويه سمعة البعض لأغراض عدة، هذا النوع من الإعلام الموجه وإن كان لاذعاً وذا حدة في بداياته إلا أنه مكشوف وله عمر قصير جدا في ذاكرة الشعوب.
خلاصة الحديث، وفي هذا الزمن، كلنا جزء من «المايتريكس» شئنا أم أبينا، والمحظوظ من يكون في الواقع صامتاً منعزلاً مبتعداً عن مهاترات كثيرة تشكل رأياً عاماً مزيفاً.
على الهامش:
العلم لا يعرف جنساً ولا جنسية، فالكفاءة هي التي تحكم وتضع الشخص في موضعه الطبيعي بغض النظر عن أصله و«فصله»، ولا تنكشف العقول إلا حين تنطق الأفواه!!!