بدأت جلسات المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ87 اليوم الثلاثاء وتستمر حتى السبت المقبل تليها جلسات تشاورية وتعقيبات ختامية تستمر حتى الـ26 من سبتمبر الجاري بمشاركة ممثل سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، رئيس مجلس الوزراء.
واستهل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش كلمته أمام الجمعية العامة قبيل بدء أعمال مناقشتها رفيعة المستوى بالحديث عن مدينة درنة الليبية التي اجتاحتها السيول والفيضانات الأسبوع الماضي ما أدى إلى مصرع الآلاف.
وقال غوتيريش إن «درنة تصور بشكل محزن حالة عالمنا: فيضان من انعدام المساواة والظلم وعدم القدرة على مواجهة التحديات»، معرباً عن أسفه لظروف أهل المدينة الليبية المنكوبة الذين «عاشوا وماتوا في بؤرة من اللامبالاة بهم فيما هطلت أمطار غزيرة في 24 ساعة زادت كميتها بمئات المرات عن المعدلات الشهرية لسقوط الأمطار».
وأضاف أن «الآلاف في درنة فقدوا حياتهم في الفيضانات الهائلة غير المسبوقة.. كانوا ضحايا مرات عديدة ضحايا للصراع والفوضى المناخية وانعدام السلام».
وتطرق الأمين العام في كلمته إلى تقريره بشأن عمل الأمم المتحدة بتحذيره من التهديدات الوجودية التي يواجهها العالم من أزمة المناخ إلى التكنولوجيات المحدثة للاضطرابات الأمر الذي جعلنا «نتجه بشكل سريع نحو عالم متعدد الأقطاب».
وشدد في هذا الصدد على حاجة العالم متعدد الأقطاب إلى مؤسسات فعالة متعددة الأطراف، مؤكداً أن تعددية الأقطاب وحدها ليست ضماناً للسلام.
وفي هذا السياق، أشار الأمين العام إلى إن الديمقراطية تتعرض للتهديد فيما يتصاعد الاستبداد وعدم المساواة وخطاب الكراهية ما أدى إلى الانقسامات داخل الدول.
وفي ظل هذه التحديات أكد أن على القادة مسؤولية خاصة تحتم عليهم التوصل إلى حلول وسط لبناء المستقبل المشترك المتسم بالسلام والازدهار للمصلحة العام بالاضافة إلى التسلح بالعزم لإنهاء الحروب وتعزيز حقوق الإنسان واحترام العدالة والقانون الدولي.
وحول الأزمة الأوكرانية، دان غوتيريش الحرب التي خلفت خسائر في الأرواح وانتهاكات حقوق الإنسان والميثاق والقانون الدولي، محذراً من أن هناك عواقب وخيمة أخرى تؤثر على جميع الناس تتمثل في التهديدات النووية وتقويض الجهود الدبلوماسية وما يتبع ذلك من عرقلة تحقيق التقدم على كل الأصعدة.
وشدد الأمين العام على ضرورة تخفيف معاناة المدنيين في أوكرانيا وخارجها رغم استمرار القتال، مشيراً إلى سعيه في ضمان استقرار الأسواق والأمن الغذائي «لأن العالم يحتاج بشدة للغذاء الأوكراني والمواد الغذائية والأسمدة الروسية».
وتطرق الأمين العام أيضاً إلى عدد من التحديات الأمنية التي تواجه العالم شملت حرب السودان الأهلية وحاجة شعب أفغانستان إلى مساعدات إنسانية بنسبة 70 في المئة وتصاعد وتيرة العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة «بشكل رهيب على المدنيين».
وفيما يتعرض هيكل السلام والأمن لضغوط غير مسبوقة كشف الأمين العام عن إعداد أجندة جديدة للسلام تقوم على ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي «في سياق التحضير لقمة المستقبل».
وبيّن أن الأجندة تقدم رؤية موحدة للتعامل مع التهديدات القائمة والجديدة في عالم يمر بمرحلة انتقالية وتدعو الدول إلى إعادة الالتزام بعالم خال من الأسلحة النووية وتعزيز منع نشوب الصراعات ووضع قيادة وتمكين المرأة في قلب صنع القرارات.
وفي ختام كلمته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش في وجه كل هذه التحديات على أهمية دور الأمم المتحدة بقوله إن المنظمة «أسست لأوقات مثل هذه ونستطيع ويتعين علينا استخدام أدواتنا بطرق مرنة ومبتكرة.. رغم القائمة الطويلة من التحديات الدولية يُمكن لنفس الروح من العزم أن ترشدنا إلى الأمام».