بعد أسابيع من التوتّر العسكري على الحدود، شنّ الجيش الأذربيجاني، أمس، عملية عسكرية واسعة في إقليم ناغورنو كاراباخ، بهدف بسط السيطرة الأذربيجانية الكاملة على المنطقة التي كان الانفصاليون الأرمن لا يزالون يحتفظون فيها بوجود وبنية تحتية إدارية وعسكرية، ضمن ما يُعرف بـ «جمهورية آرتساخ».

وشنّت القوات الأذربيجانية عمليات قصف مستخدمةً طائرات مسيّرة، إضافة إلى عمليات توغّل بري في عمق المناطق الجبلية والسكنية.

Ad

جاء ذلك في حين استبعد رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، خوض حرب مع باكو بسبب الإقليم الذي تعترف به الأمم المتحدة كجزء من أذربيجان.

وبينما ألقت يريفان باللوم بدرجة كبيرة على موسكو، في حين تبتعد أرمينيا يوماً بعد يوم عن حليفتها التاريخية، دعت السلطات الأرمينية قوات حفظ السلام الروسية، التي يُفترض أنها تراقب اتفاقاً تم التوصل إليه بعد حرب دامت نحو 44 يوماً عام 2020، إلى التدخل.

وأجرى باشينيان، الذي حذّر من «تطهير عرقي لأرمن كاراباخ»، اتصالات دولية في محاولة لوقف العملية الأذربيجانية، وتواصل خصوصاً مع واشنطن وفرنسا التي تعهدت بإجراء تشاور مع الشركاء لمواجهة «عملية أذربيجان غير الشرعية وغير المبررة وغير المقبولة»، كما دعت إلى اجتماع عاجل للأمم المتحدة.

وقد دان باشينيان دعوات معارضيه للقيام بانقلاب في يريفان، بعد اتهامات له بالتهاون في الدفاع عن أرمن كاراباخ.

وجاء الهجوم الأذربيجاني قبل ساعات من انتهاء تدريبات «إيغل بارتنر 2023» الأميركية - الأرمينية المشتركة غير المسبوقة، التي أثارت غضب موسكو، وبالتزامن مع افتتاح أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في المقابل، أفادت مصادر إيرانية «الجريدة» بأن طهران لن تتدخل في «الشؤون الداخلية لأذربيجان»، في إشارة إلى اعتراف طهران بأن «كاراباخ» أرض أذربيجانية، وقالت «إن الخط الإيراني الأحمر هو أي تغيير في الجغرافيا السياسية للحدود بين أرمينيا وإيران».

وأضافت أن هناك تفاهماً روسياً - إيرانياً بضرورة عدم التدخل إلا في حال تجاوزت القوات الأذربيجانية الحدود وعبرت إلى داخل الأراضي الأرمينية، وذلك وسط مخاوف من مساعٍ أذربيجانية لاحتلال ما يُسمّى ممر زنغزور، لربط أراضيها بجمهورية نخوان الأذربيجانية، ثم بتركيا، وذلك عبر أراضي أرمينيا.