أذربيجان تحقق انتصاراً واضحاً وسريعاً في كاراباخ
انفصاليو الأرمن يلقون السلاح ويبدأون مفاوضات على شروط «الدمج»
خلال ساعات قليلة، ومن دون خسائر تُذكر، بدا أن واحداً من أقدم الصراعات في منطقة جنوب القوقاز قد شارف على النهاية، إذ وافقت جمهورية آرتساخ الأرمينية الانفصالية، المعلنة من جانب واحد في إقليم ناغورنو كاراباخ، على إلقاء السلاح وبدء التفاوض على شروط لحلّ نفسها وانضمام المنطقة إلى سيادة أذربيجان.
ويُشكّل هذا الإعلان انتصاراً كبيراً وواضحاً وسريعاً للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي قال مستشاره، حكمت حاجييف، إن هدف بلاده هو «إعادة الإدماج السلمي للأرمن في كاراباخ، ودعم التطبيع بين أرمينيا وأذربيجان».
وجاء موقف الانفصاليين الأرمن بعد ساعات من إطلاق الجيش الأذربيجاني عملية عسكرية واسعة ضد الإقليم الجبلي، المعترف به دولياً كجزء من أذربيجان، وبعد أن قالت أرمينيا التي لطالما قدّمت الحماية والرعاية للأقلية الأرمينية هناك، إنها لن تدخل في حرب مع باكو.
وقالت رئاسة «آرتساخ» إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينص على إلقاء السلاح وبدء المفاوضات، تم بوساطة من قيادة فرقة حفظ السلام الروسية المتمركزة في الإقليم.
وقد شكّلت التطورات انتكاسة لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الذي وجد نفسه يواجه انتقادات ومطالبات بالتدخل في النزاع، وأكد باشينيان، في خطاب إلى الأمّة اليوم، أن حكومته لم تشارك في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار، مذكّراً بأن يريفان «ليس لديها جيش» في الجيب الانفصالي منذ أغسطس 2021، ومشدّداً على «ضرورة التوصل إلى اتفاق دولي حول وضع الأقلية الأرمينية هناك».
ميدانياً، احتشد آلاف الأرمن في مطار لقاعدة روسية بمدينة ستيباناكيرت عاصمة كاراباخ، وحث الانفصاليون السكان في المنطقة، وعددهم 120 ألفاً، على عدم الاستسلام للذعر، وعدم التوجه إلى المطار بمبادرة منهم للإخلاء، كما فرّ الآلاف باتجاه أرمينيا عبر الممرات الإنسانية التي أشرفت عليها القوات الروسية.