توهّج «مسرح الدراما» في مركز جابر الأحمد الثقافي بأجمل النغم وأرقى الألحان، وأعذب الأصوات، من خلال استضافته الحفل التركي «أميرة الأحزان»، بمصاحبة فرقة إسطنبول، تحت قيادة المايسترو د. بسام البلوشي، وصوت المطربة التركية توتشة النجار، وهذه هي الأمسية الموسيقية الثانية ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى الدولي في دورته الـ23، الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وحضرها جمهور غفير من متذوقي الأغاني الطربية الأصيلة، التي لا تعوق لغتها عن فهم وتذوق معانيها وقوالبها الموسيقية.

واستطاع صوت المطربة التركية توتشة النجار أن يؤدي خير أداء أغاني الفنانة التركية الراحلة بيرغن، الملقبة بـ«أميرة الأحزان»، التي تعد من أهم وأشهر المطربات في تركيا، حيث ذاعت شهرتها خلال حقبة الثمانينيات، وباعت ألبوماتها آلاف النسخ، خصوصاً ألبومها الرابع «امرأة الأحزان» الذي أصبح لقبها فيما بعد.

Ad

أداء متقن

وتحولت صالة مسرح الدراما إلى حالة من الطرب الذي بدا واضحاً مع الجمهور الذي شغف حباً للأداء المتقن الذي قامت به المطربة توتشة، بفضل رصانة صوتها وقدرتها على التحكم في أوتاره من العلو والهبوط في رتم فني محبب إلى الآذان التي تعشق الإطراب.

كما أن فرقة إسطنبول، بقيادة المايسترو د. بسام البلوشي، كانت متوازية بشكل كبير مع تلك الأغاني التي تصدح بها المطربة، خصوصاً الآلات الوترية، وما صاحبها من آلات موسيقية أخرى، كي يكتمل المشهد في سمفونية فنية حازت إعجاب وتفاعل جمهور الحضور.

وتماهى كل ذلك مع ما تميزت به بيرغن من صوت معبر وأغنيات عاطفية حزينة، تلك التي كانت تعكس واقعاً مريراً عاشته في حياتها الشخصية، فقد أصيبت بالعمى في عينها اليمنى حينما ألقى عليها زوجها السابق حمض النيتريك، ولاحقاً في عام 1989 قتلت على يده فتعاطف معها العالم، وفي عام 2022 صدر فيلم عن قصة حياتها أعاد ذكراها وأغنياتها مجدداً إلى الساحة الفنية، وحقق إيرادات عالية، وشهرة كبيرة.

حياة قصيرة

وقُتلت بيرغن خلال إطلاق نار عليها من قبل زوجها، الذي تطلقت منه، في محافظة بوزانتي بمدينة أضنة في ليلة 14 أغسطس 1989، وتركت في رصيدها فيلماً واحداً، و129 أغنية، وكاسيتاً واحداً، وتسجيلات طويلة، وذلك عبر حياتها القصيرة البالغة ثلاثين عاماً، وأقيم لها نصب تذكاري في مقبرة بمحافظة توروسلار، الواقعة بمدينة مرسينوهو، مفتوح للزيارة دائماً.