في ظل تحذيرات من احتمال اجتذاب الصراع الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منذ أبريل الماضي، لقوى دولية وإقليمية، ووسط مخاوف من اتساع دائرة الحرب الروسية - الأوكرانية وانتقالها عن حيّزها الجغرافي، أظهر تحقيق نشرته شبكة «سي إن إن» أن قوات خاصة أوكرانية نفّذت سلسلة ضربات باستخدام طائرات مسيّرة، إضافة إلى عملية برية، تستهدف أسلحة ومُعدّات لقوات الدعم السريع، التي يُعتقد أن «فاغنر» قدّمتها.
ووسط الفوضى والدمار الذي نشرته المعارك بين طرفَي النزاع السوداني، خاصة بالعاصمة الخرطوم وإقليم دارفور، كشفت الشبكة الأميركية عن حصولها على مقاطع فيديو تؤكد استخدام الجيش الأوكراني لمسيّرتين متاحتين تجارياً ويستخدمهما الأوكرانيون على نطاق واسع في 8 غارات ضد القوات التي يتزعمها محمد حمدان دقلو (المعروف بحميدتي)، كما أظهرت مقاطع الفيديو كلمات بالأوكرانية على أجهزة التحكُّم التي تُدار بها المسيّرات التي استهدفت «الدعم السريع».
ونقلت «سي إن إن» عن خبراء قولهم إن التكتيكات العسكرية المستخدمة في تلك الهجمات، ومن أبرزها انقضاض الطائرات المسيّرة على أهدافها على نحو مباشر وسريع، غير مألوفة في السودان وإفريقيا بشكل عام.
وأوضح مصدر عسكري أوكراني أن تلك الهجمات ليست من عمل الجيش السوداني، مرجّحاً أن تكون القوات الأوكرانية الخاصة تقف وراء الضربات.
وأشارت الوكالة إلى أن تحقيقها حدد 7 مواقع استهدفتها الضربات المذكورة في أم درمان، معقل «الدعم السريع».
وقالت الشبكة الأميركية إن الضربات السريّة التي تشنها أوكرانيا في السودان تشكّل توسعاً كبيراً ومستفزاً في حربها مع روسيا التي تطمح في مدّ نفوذها للعديد من الدول الإفريقية.
وجاء ذلك في وقت نفى مصدر عسكري سوداني علمه بأي عملية أوكرانية في بلده، فيما أعرب العديد من المسؤولين الأميركيين عن دهشتهم واستغرابهم لاحتمال مسؤولية كييف عن تلك الضربات.
وفي حين توجّه قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان إلى نيويورك، للمشاركة في أعمال الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، تبادلت قوات الجيش و«الدعم» القصف المدفعي في عدة أحياء وسط الخرطوم أمس، مما تسبب في نزوح عائلات ونشوب حرائق جديدة بمعالم بارزة في العاصمة.