شوشرة: إزعاج وتخلف
يتسابق نواب «الشو» وقضايا «الأكشن» لإرسال رسائلهم بعد منتصف الليل لناخبيهم وكأنهم حملوا البطولات على أكتافهم ليبثوا لهم تغريداتهم الرجعية بشأن تسجيل مواقفهم حول الاعتراض على أي موقف يعتقدون أنه ضمن سياسة كسب المؤيدين، تجميلاً لصورتهم الضبابية بعد انكشاف مواقفهم.
هؤلاء المتأسلمون يجدون مخرجاً لسوء أوضاعهم ومواقفهم في تبني القضايا الجدلية التي تدغدغ مشاعر الجمهور، وآخرها الاختلاط في بعض الشعب الجامعية، في حين تناسى أغلب هؤلاء النواب أن بينهم من يدرس أبناؤه من الجنسين في جامعات مختلطة خارج الكويت، وبالتالي يحللون لفلذات أكبادهم ما يحرمونه على الآخرين، وكأن الشرع يقف عند حدود جامعاتنا ومتاح لأبنائهم في الخارج، وكأن بلاوينا اختزلت في قضية الاختلاط.
فهل يستطيع هؤلاء تطبيق منع الاختلاط في الأجهزة الحكومية مثلا إذا كانت حججهم في جانب شرعي؟ وهل يستطيعون منع زوجاتهم أو بناتهم من الوظائف المختلطة؟
إنه أمر يكشف لنا بالفعل مدى هذا الضحك على الآخرين والاستهتار بهم، خصوصاً أصحاب التيارات التي ظاهرها شيء وباطنها أشياء أمر، فهل يستطيعون منع الدكاترة المحسوبين على فكرهم من تدريس الإناث طالما القضية مرتبطة بالاختلاط أم أن حدود فكرهم الشرعي تقف عند ذلك؟
إن التدخلات النيابية في مسار العملية التعليمية ساهمت في تدمير ما تبقى، بل ستقودنا إلى وضع أصعب طالما هناك فئة لا تزال تعيش في عقلية التخلف والمصالح الخاصة، خصوصاً عندما تغرد اللجنة التعليمية البرلمانية خارج السرب، وتلتفت إلى قضايا ثانوية، ولا تنسق مع المختصين من أهل المعرفة والعلم في شؤون التعليم.
فأصبح الكل يفهم في كل شيء ويعرف كل شيء ويقرر كل شيء ويحمل لواء الدفاع عن قضايا الأمة، ولو بحثت عما يخفي خلف الجدران لانكشفت الحقائق وتوالت الصدمات.
فالالتفات لقضايا أهم بدلاً من تكسبات الباحثين عن «الشو» بعد انخفاض رصيدهم الشعبي أفضل لهم بكثير، فلينظروا إلى ما تعانيه بعض الكليات من سيطرة توجهات قمعية يقوم بها المحسوبون عليها لتطفيش زملائهم أو الطلبة الذين يختلفون مع أفكارهم المضللة، بدعم ممن يحمونهم في السلطتين. فانشغلوا بمأساة شوارعنا المتهالكة التي أصبحت تنزف مزيداً من الدم، فضلا عن المشاريع التنموية المعطلة والوضع الاقتصادي المنهار، والديون التي تلاحق العديد من المواطنين بسبب تدني الرواتب وارتفاع الأسعار وغيرها من البلاوي.
آخر السطر:
نواب المسجات لن تنطلي أساليبكم على العقلاء من أبناء الوطن.