الحياة مشاركة
المرأة شريكة الرجل في مناحي الحياة كافة، فكانت تعينه في كثير من أمور الحياة في جميع الأزمنة، ولها في زماننا هذا دور فعال في بناء المجتمعات وتخريج أجيال، تربيةً وتعليماً، في ميادين شتى، فلا يمكن تهميشها أو عزلها أو تفضيل الرجل عليها لمجرد أنها امرأة.
وما نراه هذه الأيام من بعض النواب هو إعادة لمشكلة تتكرر مع بداية كل عام دراسي جديد، وهي منع اختلاط الطلبة في الجامعة والفصول الدراسية، ومع أني كنت طالبة جامعية في فصول مشتركة منقسمة إلى جهتين واحدة للشباب وأخرى الفتيات، فلم أر إلا احتراماً من الطرفين، فكلٌ تحكمه أخلاقه وتربيته، وليس بالضروري الاحتكاك بالزملاء لمجرد وجودنا في فصل واحد.
فضلا عن ذلك فإن المعلم رجل، فهل هذا مقبول أن يدرسنا في الجامعة رجل؟ أم أن الأمر مقتصر على وجود الطلبة الذكور؟ هذا غير منطقي أبداً وإهدار للوقت والعقل، فماذا يتخيل من يطالب بمنع التعليم المشترك؟ وما محدودية الفكر لطرح مثل هذه الأفكار في بداية كل عام دراسي جديد، وتأزيم الطلبة وخلق مشاكل للشعب الدراسية والمواد، لا سيما أننا نعاني مشكلة في توافر الشعب الكافية للطلبة، ولجامعة كبيرة مثل جامعة الكويت، فكفاكم تدخلاً في التعليم وهدمه؟
أتمنى من أصحاب هذه الاقتراحات أن يفكروا في أمور أهم للدولة وبنائها وتقدمها وعمرانها، لا سيما أن من اختاروهم على ثقة تامة بهم للأسف، فلا تخلقوا مشاكل وتأزيما أكبر للساحة المحلية، لأننا نريد حقا أن نكون في سباق مع الدول الأخرى في هذا العصر مع الحياة السريعة الذكية التي يتسابق الجميع لمجاراتها.
ولو فرضنا أن ما يطرح نوع من الديموقراطية لتنوع الآراء فإن هذا لا علاقة لها بالديموقراطية أبدا، بل هي رجعية وإنقاص لدور المرأة في المجتمع، وبلادنا بلاد علم ونهضة وحرية، ولا ننسى أنها سبقت الجميع في كل المجالات في يوم من الأيام.