وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى مدينة هانغتشو في شرق الصين، أمس، في أول زيارة للبلاد منذ عام 2004، في خطوة جديدة لإنهاء عزلة دبلوماسية استمرت أكثر من عقد في ظل العقوبات الغربية.

ووصل الأسد على متن طائرة تابعة لشركة إير تشاينا وسط ضباب كثيف، وقالت وسائل إعلام رسمية صينية، إن ذلك «زاد من أجواء الغموض»، في إشارة إلى حقيقة أن الزعيم السوري نادراً ما كان يشاهد منذ بداية الحرب الأهلية التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص.

Ad

ومن المقرر أن يحضر الأسد حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية قبل أن يرأس وفداً رفيع المستوى في سلسلة من الاجتماعات بعدة مدن صينية تشمل اجتماع قمة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

ومن شأن ظهور الأسد إلى جانب الرئيس الصيني في تجمع إقليمي أن يضفي المزيد من الشرعية لحملة بلاده الرامية إلى العودة ببطء للساحة العالمية، وقد انضمت سورية إلى مبادرة «الحزام والطريق» الصينية في 2022، وعادت من جديد إلى جامعة الدول العربية المكونة من 22 دولة في مايو.

وستكون زيارة الأسد للصين التي تستغرق أياما إحدى أطول فترات غيابه عن سورية منذ اندلاع الحرب الأهلية.

وتفرض الولايات المتحدة وأوروبا وأستراليا وكندا وسويسرا عقوبات على الأسد، لكن الجهود المبذولة لتطبيق عقوبات متعددة الأطراف على نظامه فشلت في الحصول على دعم بالإجماع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يضم الصين وروسيا.

واستخدمت الصين حق النقض (الفيتو) في ثماني مناسبات على الأقل ضد قرارات للأمم المتحدة تدين حكومة الأسد، لكن على عكس إيران وروسيا، لم تدعم الصين بشكل مباشر جهود النظام لاستعادة السيطرة على البلاد.

أصول نفطية

وتتمتع سورية بأهمية استراتيجية بالنسبة لبكين، لأنها تقع بين العراق، الذي يمد الصين بنحو 10 في المئة من استهلاكها النفطي، وتركيا، التي تمثل نهاية ممرات اقتصادية ممتدة عبر آسيا إلى أوروبا، والأردن.

ورغم أن سورية تنتج كميات محدودة نسبيا من النفط، تعتبر الإيرادات مهمة جدا لنظام الأسد.

واستثمرت ثلاث من كبرى شركات الطاقة المملوكة للحكومة الصينية، في سورية قبل الحرب لكنها اوقفت اعمالها.

ويشكك محللون في أن الشركات الصينية تفكر في العودة إلى سورية لاعتبارات أمنية، ولتردي الوضع المالي في البلاد.

وقال صامويل راماني المحلل في معهد آر.يو.إس.آي البحثي بلندن «تحاول سورية الحصول على استثمارات من الصين منذ فترة طويلة... لكن السؤال الأهم هو ما إذا كانت أي مقترحات نوقشت خلال هذه الزيارة ستتحول إلى مشاريع حقيقية».

وأضاف «في الوقت الحالي، الصين محبطة جداً من الغرب، وسورية تحاول تعزيز علاقاتها مع دول أخرى، لكن هل يمكن تحويل ذلك إلى شيء ملموس؟».

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية الموالية للحكومة أن الحياة عادت طبيعية في السويداء، وجميع المؤسسات والدوائر الحكومية فتحت أبوابها أمام المراجعين، مع تراجع أعداد «المحتجين» إلى العشرات فقط، وسط ما وصفته الصحيفة بأنه «حالة من السخط الشعبي العام على استمرار الأمور على ما هي عليه، ومحاولة القلة القليلة من المحتجين مصادرة رأي أهالي السويداء جميعاً».

وأمس الأول أعلن اتصال جرى بين النائب الجمهوري الأميركي البارز جو ويلسون بالرئيس الروحي للموحّدين الدروز في السويداء الشيخ حكمت الهجري، هو الثالث من نوعه خلال أيام بين الشيخ ومسؤولين أميركيين.

وبحسب تقارير محلية، أكد ويلسون الذي يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس النواب للشيخ الهجري أن «الحزبين الجمهوري والديموقراطي يدعمان موقفه، ويتابعان عن كثب قيادته الشجاعة للحراك السلمي الجاري في السويداء».

وعبّر ويلسون عن امنياته بزيارة الشيخ في منزله بالسويداء، مؤكداً أنه سيعرض ما جرى بالاتصال في خطابه المقبل أمام الكونغرس.