بعد الإعلان عن وقف إطلاق نار في إقليم ناغورني كاراباخ تتخلى بموجبه سلطات جمهورية ارتساخ الأرمنية الانفصالية المعلنة من جانب واحد عن السلاح، عقدت أمس، جولة أولى من المحادثات الصعبة بين سلطات أذربيجان وممثلي الانفصاليين الأرمن.
وحضر المفاوضات من الجانب الأذربيجاني ممثلاً الرئيس إلهام علييف النائبان رامين محمدوف وباشير غاجاييف، وممثلا الأرمن في الإقليم ديفيد ملكوميان وسيرغي مارتيروسيان، فضلاً عن مسؤول من قوات حفظ السلام الروسية.
وبعد انتهاء الاجتماع دون صدور بيان مشترك، قال مستشار زعيم أرمن كاراباخ: «لم نتوصل لاتفاق نهائي وهناك خلاف على بعض التفاصيل، ومسألة التخلي عن الأسلحة لاتزال بحاجة لحل لأننا لم نعرف بعد الضمانات الأمنية».
وأكد ممثل الأرمن، أن «المفاوضات يمكن أن تؤدي إلى معاهدة سلام تضع نهاية للصراع»، مضيفاً: «الجميع تخلى عن كاراباخ روسيا والغرب وأرمينيا، والأرمن لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان».
من جانبه، قال الممثل الرئاسي لأذربيجان: «من الصعب توقع أن يتم حل كل القضايا بين أرمن كاراباخ وأذربيجان في اجتماع واحد»، مشدداً على أن مسألة الأرمن في كاراباخ «خاصة بدولة أذربيجان».
وإذ كشف عن «مسودة اتفاقية السلام تم نقلها لأرمينيا للرد عليها»، اعتبر مساعد الرئيس الأذربيجاني أن «التحدي الأكبر هو وجود عشرات آلاف المسلحين وقوات أرمنية في كاراباخ، مبيناً أن «الهدف هو إزالة البنية العسكرية غير الشرعية في كاراباخ».
وفي وقت سابق، كشف غاجاييف عن إعداد خطة لإعادة الاندماج الاجتماعي والاقتصادي لسكان المنطقة، لمناقشتها في اجتماع يفلاخ.
جاء ذلك، فيما اعلنت وزارة الداخلية في جمهورية ارتساخ إن جنوداً من أذربيجان أطلقوا النار على منطقة قريبة من عاصمة الإقليم، وهو ما نفته باكو.
تطهير عرقي
وقبل عقد مجلس الأمن جلسة طارئة دعت إليها فرنسا لبحث أزمة الإقليم، أكدت أرمينيا أمس أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن أذربيجان ترتكب عملية «تطهير عرقي»، و«جرائم ضد الإنسانية» في كاراباخ.
في المقابل، ردت باكو بالتأكيد على أن بلادها «اضطرت إلى اتخاذ إجراءات محلية لمكافحة الإرهاب»، مشيرة إلى أنها «استهدفت فقط التشكيلات والتحصينات العسكرية غير القانونية».
علييف وبوتين
إلى ذلك، تقدم علييف بـ«اعتذار» من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مقتل جنود من قوات حفظ السلام الروسية بالرصاص أمس الاول في كاراباخ، متعهدا خلال اتصال هاتفي بمعاقبة المسؤولين.
في المقابل، قال الكرملين، إن بوتين شدد على أهمية ضمان سلامة وأمن عرقية الأرمن في المنطقة الانفصالية.
إلى ذلك، ناقش علييف مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عبر الهاتف استكمال «إجراءات مكافحة الإرهاب في كاراباخ ونزع سلاح الجماعات المسلحة غير الشرعية في المنطقة».
باشينيان ومدفيديف
وفي أرمينيا، ذكرت صحيفة «هراباراك» أن رئيس الوزراء نيكول باشينيان أبلغ مساعديه أنه لا ينوي الاستقالة تحت أي ظرف من الظروف، وذلك بعد تظاهرات طالبته بالاستقالة لعدم تدخله لدعم الانفصاليين الأرمن في كاراباخ.
وفي روسيا، انتقد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف باشينيان، دون ان يذكره بالاسم قائلا انه خسر الحرب لكنه بقي في منصبه، والقى اللوم على روسيا وقرر مغازلة «الناتو»، وذهبت زوجته بصلف إلى أوكرانيا.