بعد انتهاء أزمة الحكم الشهيرة، وتولي الشيخ صباح الأحمد مسند الإمارة بفترة وجيزة، دعا سموه أبناء أسرة الصباح الكريمة لاجتماع نشرت الصحف لاحقاً ما دار فيه، حيث تناول سموه فيه عدة مواضيع تتعلق بالشأن الداخلي للكويت والأسرة الحاكمة.
رؤية سموه، رحمه الله، كانت تسبق الزمن، وجرأته على مقاربة المسكوت عنه كانت تستحق الإعجاب والتقدير، وتحديداً حين وجّه كلامه للمجتمعين في ذاك اليوم قائلاً: «واجبنا اليوم أن ننشئ من أبنائنا وأحفادنا جيلاً جديداً ذا كفاءة ومقدرة ليتحمل أعباء المستقبل، ويحافظ على هذه الأرض كما حافظ عليها آباؤهم وأجدادهم، وأدعو الله سبحانه وتعالى ألا يأتي يوم نأسف فيه على حكم لم نصنه ونحمِه كما صانه وحماه آباؤنا».
لو أن مثل هذا التصريح من الأمير الراحل صدر من شخص عادي لربما قوبل بالتشكيك والتخوين، لكن سموه سلط الكشاف الباهر على ما يدور في عقول الكويتيين ليوجه أبناء الأسرة الكرام ويضعهم أمام مسؤولياتهم وقدرهم التاريخي والسياسي، وأحسب أننا اليوم أحوج من الأمس لإعادة تسليط الضوء.