صلى عليك اللهُ يا نورَ الهدى
وجزاكَ خيرًا يا أبا الزهراءِ
شرَّفتَ مكةَ والبلادَ جميعَها
بقدوم سعدكَ سيد البطحاءِ
يا رحمةً للعالمينَ بأسرهم
وافيتنا بشريعةٍ غرَّاءِ
ها نحنُ في شهر الربيعِ، ربيعِنا
يا روحَ روحي يا أبا الفقراءِ
لك خالصُ الحب الكريمِ مُتَيَّمًا
يا كوكبًا قد شعَّ في الظَّلماءِ
أفنيتُ عمري أقتفيكَ ولم أزلْ
لك تابعًا يا أطيبَ السُّمَحاءِ
ومضيتُ تحت جناحِ عطفِكَ أرتجي
مددَ الذين تضمهم أحشائي
فبقربكم هذا الفؤادُ قد اكتفى
بكمُ بكل مَسَرَّةٍ وهناءِ
والنفسُ طابتْ بالبقاءِ جوارَكم
أحيا حياةَ اليُمنِ والنَّعماءِ
أُهديكَ من قلبي المُحِبِّ تحيةً
يا مَن علينا خفتَ من وعثاءِ
تاللهِ أسديتَ الجميلَ أتمَّهُ
وهديتَ أُمَّتَكَ المدى بولاءِ
فأتيتنا بمعالمٍ لدروبنا
وتركتنا بمحجَّةٍ بيضاءِ
فالبعثُ موعدُنا غدًا من خلفِكم
سنكونُ أمةَ أكرمِ الشُّفعاءِ
والحوضُ مورِدُنا الجميلُ، إمامَنا
لنراكَ حقًّا عنده بوفاءِ
كالثلجِ بل أسنى بياضًا ماؤهُ
كالشهدِ، أحلى، يا له من ماءِ!
هي شُربةٌ نبويةٌ من كفِّكُم
تشفي الغليلَ من الظما والداءِ
فلَذاكَ حتمًا من بشارات المُنى
تُهني الفؤادَ فذاك خيرُ عطاءِ
صلى عليك اللهُ في ملكوتهِ
في مُجملِ الأرضينَ، في الجوزاءِ
وغدتْ صلاتُك سيدي ومعلمي
عينَ الشفاءِ وسعدَ كل شقاءِ
والآلِ آلِ البيتِ ثم صحابةٍ
صحِبوكَ في السرَّاءِ والضرَّاءِ