أرمن كاراباخ يسلمون سلاحهم بوساطة روسية
• تحذير روسي ليريفان: الابتعاد عنا سيكلفكم ممر زنغزور
بعد التطورات المتسارعة التي أعقبت إعلان أذربيجان هجوماً واسعاً لبسط سيطرتها على إقليم ناغورني كاراباخ، الذي خاضت حوله عدة حروب مع أرمينيا، بدأت القوات العسكرية التابعة لسلطات جمهورية أرتساخ الأرمنية الانفصالية المعلنة من جانب واحد، أمس، تسليم أسلحتها لقوات حفظ السلام الروسية في الإقليم، في حين تواصلت لليوم الرابع على التوالي الاحتجاجات المناهضة لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، التي تنتقد عدم تدخل يريفان لدعم الأرمن الذين يشكلون أغلبية في كاراباخ.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن «التشكيلات المسلحة في كاراباخ سلمت 6 مدرعات وأكثر من 800 قطعة سلاح صغيرة، ومضادات دبابات، ونحو 5 آلاف قطعة ذخيرة».
وأكدت سلطات هذا الجيب الانفصالي، التي استسلمت الأربعاء، أنها ستواصل المفاوضات مع الجانب الأذربيجاني «تحت رعاية قوات حفظ السلام الروسية لتنظيم عملية انسحاب القوات وضمان عودة النازحين، وبحث إجراءات دخول وخروج المواطنين» من هذه المنطقة.
وعلى الأرض، قالت المتحدثة باسم الانفصاليين، أرمين هايرابيتيان، إنّ الوضع في ستيباناكيرت، عاصمة الإقليم، مروّع، القوات الأذربيجانية على مشارفها والسكان يختبئون في الأقبية.
وبدأ الطرفان محادثات الخميس حول «إعادة إدماج» الإقليم، الذي شكّل محور نزاع مديد أذربيجان وأرمينيا، وخاضت الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان، حربين بشأنه، إحداهما بين 1988 و1994 راح ضحيتها 30 ألف قتيل، والثانية في 2020 (6500 قتيل).
وبحسب آخر حصيلة صادرة عن الانفصاليين الأرمن، فإنّ العملية العسكرية الأذربيجانية التي انتهت خلال 24 ساعة ظهر الأربعاء خلّفت ما لا يقل عن 200 قتيل و400 جريح.
وأقر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أن «الأزمة الإنسانية متواصلة والوضع لايزال متوتراً» في كاراباخ، لكن «هناك أمل في الديناميكية الإيجابية المتمثلة»، في وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء بين الانفصاليين الأرمن وباكو ويتم احترامه «بشكل عام».
لكن الضغوط تكثفت على باشينيان، الذي واجه انتقادات لاذعة لتقديمه تنازلات لأذربيجان منذ خسارته مساحات واسعة من الأراضي في حرب استمرت 6 أسابيع عام 2020.
وقالت الشرطة إن 98 شخصاً اعتقلوا عندما أغلق متظاهرون مناهضون للحكومة الشوارع في يريفان الجمعة لليوم الثالث توالياً من الاحتجاجات على طريقة تعامل رئيس الوزراء مع الأزمة.
ودعا باشينيان إلى الهدوء بعد المواجهات في الشوارع، متعهداً التصرف بحزم ضد مثيري الشغب.
ويؤجج انتصار أذربيجان المخاوف من رحيل سكان الإقليم البالغ عددهم 120 ألفاً، ولو أن أرمينيا أكدت أن من غير المتوقع تنفيذ أي عملية إجلاء جماعية.
وأشارت يريفان إلى أنها لا تتوقع تدفقاً واسعاً للاجئين حالياً، لكنها مستعدة لاستقبال 40 ألف أسرة إذا لزم الأمر.
وفي ظل المسيرات الحاشدة المناهضة للحكومة في يريفان، واعتزام أحزاب المعارضة إطلاق إجراءات مساءلة باشينيان في البرلمان، هدد الخبير السياسي الروسي سيرغي ماركوف بأنه »إذا واصلت أرمينيا عداءها تجاه روسيا، فستخسر منطقة زنغزور»، زاعماً أن الممر يعود تاريخياً إلى أذربيجان.
ويتخوف محللون أن يكون ممر زنغور، وهو ممر رفيع من الأراضي الأرمنية يفصل بين أذربيجان وجمهورية نجوان الأذربيجانية، التي لديها منفذ ضيق من الحدود مع تركيا، الهدف الثاني لأذربيجان بعد ضم كاراباخ إلى سلطتها.
وتعارض إيران خصوصاً سيطرة أذربيجان على الممر، وهي تعتبر أن أي تغيير في الجغرافيا السياسية لحدودها مع أرمينيا خط أحمر.