ارتفع منسوب التوتر في شمال كوسوفو، قرب الحدود مع صربيا، حيث تتركز الأقلية الصربية، بعد مقتل شرطي كوسوفي في هجوم على دورية للشرطة، شنته مجموعة مسلحة أشارت بريشتينا الى أنها مدعومة من صربيا.
وتحدثت الشرطة عن تعرض الدورية لكمين، وقالت في بيان إنه بمجرد وصولها بالقرب من موقع تم الإبلاغ عن إغلاق الطريق فيه، تعرضت وحدة الشرطة لهجوم من مواقع مختلفة بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القنابل اليدوية.
ودان رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي «العمل إرهابي»، لافتاً إلى أن «المهاجمين محترفون ملثمون ومسلحون بأسلحة ثقيلة»، مضيفاً أن «الجريمة المنظمة تهاجم بلادنا، بدعم سياسي ومالي ولوجستي من مسؤولين في بلغراد»، وكشف عن محاصرة 30 «مهنياً وعسكرياً أو شرطياً مسلحاً»، داعياً صربياً إلى «التوقف عن تشجيع الهجمات الإرهابية».
ويشهد شمال كوسوفو اضطرابات متكررة، وتفاقم الوضع فيه فجأة في مايو حين قررت سلطات كوسوفو تعيين رؤساء بلديات ألبان في أربع مناطق معظم سكانها من الصرب. وأثارت هذه الخطوة واحدة من أسوأ الاضطرابات في شمال كوسوفو منذ سنوات، مع خروج تظاهرات واعتقال صربيا ثلاثة من عناصر شرطة كوسوفو، إضافة إلى أعمال شغب عنيفة قام بها متظاهرون صرب أدت إلى إصابة أكثر من 30 عنصراً من قوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي المنتشرة منذ تدخل الناتو لإنهاء القتال في 1999.
ولم تعترف صربيا بدعم من حلفائها الروس والصينيين، بالاستقلال الذي أعلنه إقليمها السابق في 2008 بعد عقد من حرب دامية بين القوات الصربية والمتمردين الألبان الانفصاليين. وتشجع بلغراد حوالي 120 ألف صربي يقيمون في كوسوفو، ويمثلون ما بين 6 و7% من السكان، على تحدي سلطات بريشتينا التي تكافح لإثبات سيادتها.
ودان الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «الهجوم المشين»، موضحاً أن «هناك المزيد من أرواح الأبرياء المعرضة للخطر خلال الأعمال العدائية التي تحدث في محيط دير بانجسكا. يجب أن تتوقف هذه الهجمات على الفور».