أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البلاد الأمير سلطان بن سعد عمق العلاقات «التاريخية» التي تجمع السعودية والكويت، مشيرا إلى أن العمل المشترك بين البلدين يتجاوز كل الحدود، والتنسيق الثنائي في أعلى مستوياته وعلى الوجه الأكمل.
جاء ذلك في تصريحات للسفير السعودي، مساء أمس الأول، على هامش الاحتفال بمناسبة اليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بحضور عدد من كبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، ورئيس مجلس الوزراء بالنيابة وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد، ووزير الخارجية الشيخ سالم الصباح، إضافة إلى حشد من الشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة والمواطنين والسفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين في البلاد.
وقال بن سعد إن «العلاقات بين المملكة والكويت أقل ما نقول عليها إنها ممتازة، وليست جيدة، فمهما تكلمت وتحدثت ووصفت هذه العلاقة، إلا أنها علاقة تاريخية، والأحداث أثبتتها، والعلاقات أكدتها، والقيادة في البلدين أكدوا على ذلك، وكذلك ترابط الشعبين، فلا يمكنني أن أصف أو أوجز أو أسهب في موضوع العلاقة بين السعودية والكويت، لذلك مهما تكلمت، فأنا مقلّ».
وعما إذا كانت هناك اجتماعات قريبة، أوضح أن «الاجتماعات دائمة والتواصل مستمر بين القيادات والمسؤولين في البلدين، والعمل المشترك بين المملكة والكويت تجاوز أي أمور، فالتنسيق على أعلى مستويات».
وعن الحضور رفيع المستوى الكبير الحكومي والشعبي، ذكر: «مهما تكلمت ومهما قلت، فسأكون مقلاً في وصف شعوري تجاه ما وجدته اليوم، سواء على مستوى المسؤولين أو على المستوى الشعبي، وهذا غيض من فيض مما نجده ونلمسه ونعيشه من الشعب الكويتي».
وأضاف: «مشاعرنا لا توصف، والاخوان في الكويت احتفلوا بهذا الحدث أكثر مما احتفلنا به في المملكة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مكانة المملكة، قيادة وشعباً لدى جميع أطياف المجتمع الكويت»، متابعا: «هذا يوم عظيم بالنسبة لنا في السعودية والمنطقة، لأنه غيّر مجرى التاريخ وغيّر مجرى الأحداث، ونحن سائرون منذ 93 عاماً، وإن شاء الله، نحن نتطلع إلى 200 و300 و400 و500 عام، لإعلان توحيد السعودية وليس لقيام المملكة».
رؤية 2040
واستطرد بن سعد: «السعودية الآن أصبحت حديث العالم ومقصده، وقبل فترة وجيزة، تطرق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع إحدى القنوات الأجنبية، إلى موضوع رؤية المملكة 2030، وقال إننا تجاوزنا رؤية 2030 التي أصبحت واقعا، ونحن نعمل على رؤية 2040، فالأساس الذي بناه في ذلك اليوم الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وأكمل من بعده المسيرة أبناؤه رحمهم الله وصولاً إلى العهد الحالي، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، نقلنا إلى المستقبل، فنحن نتكلم الآن عن رؤية 2040 ولاحقاً سنتكلم عن رؤية 2050».
وأضاف: «لا شك في أن جميع دول العالم رأى مكانة المملكة وحجمها، وهي التي ستقود المنطقة إلى مصاف الدول الكبرى».
المصالحات
وعما إذا كانت المصالحات الأخيرة التي شهدتها المنطقة بين بعض دول الخليج وايران مهددة بسبب النزاعات الحدودية، قال بن سعد: «أرجعت المملكة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وهدف المملكة واضح، وهو الرقي والمضي قدما بالمنطقة نحو نهضتها وتهدئة الأمور بشكل عام، وننتظر من الجانب الآخر إثبات حسن النية، ونحن سائرون في طريقنا لما فيه مصلحة المنطقة كلها».
ورداً على سؤال عن احتمال أن نشهد قريباً قمة سعودية ـ إيرانية ـ تركية، قال السفير السعودي: «كل شيء وارد».
وعن رؤية المملكة للمصالحة السودانية - السودانية، وعن مستقبل العلاقات مع الحوثيين، أوضح أن «هذا يثبت أن جميع دول العالم تثق بالقيادة السعودية وسياستها ونواياها، فهي مركز ثقة للجميع، والمملكة دائماً وأبداً سبّاقة في السلام وفي مدّ يد العون للجميع، ومشاركتها في تهدئة الأمر، وهذه سياسة المملكة بوزنها وثقلها، وحكمة قادتها في المضي قدماً بهذا المجال».
وردا على ما قاله ولي العهد السعودي في مقابلته الأخيرة عن أن التطبيع مع إسرائيل شهد تقدماً، وهل هذا التطبيع مسألة وقت، وهل سيخدم المنطقة والقضية الفلسطينية، ذكر: «سيدي ولي العهد أوضح موقفه خلال المقابلة في هذا الموضوع، وكان واضحاً وصريحاً بهذا الشأن».
مشاورات وتنسيق
من جهته، تقدم سفير الإمارات مطر النيادي بالتهنئة إلى السفير السعودي، متمنياً للمملكة كل التقدم والازدهار والنمو، معتبراً أن «العلاقات بين دول الخليج تنمو يوماً بعد يوم، والجميع يشهد في ظل توجيهات القيادات بمجلس التعاون الخليجي»، لافتاً إلى أن «هذه العلاقات تتطور بشكل لافت، للوصول إلى التكامل في مختلف المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية، والمشاورات والتنسيق بين مختلف القيادات في مجلس التعاون مستمرة».
وقال: «اليوم نحن في فرحة اليوم الوطني السعودي، ونتمنى كل الازدهار للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ولحكومة المملكة وللشعب السعودي الشقيق، كل التقدم والازدهار».أما سفير البحرين صلاح المالكي، فقال: «لا يسعنا في هذه المناسبة السعيدة والعزيزة على قلوبنا جميعنا إلا أن نرفع أسمى التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين وإلى ولي عهده، وإلى الشعب السعودي وإلى أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لما لهذا اليوم من أهمية قصوى لنا جميعاً».
وتابع: «وإذ نثمن العلاقات الوطيدة والمتميزة والتاريخية التي تربط السعودية بالبحرين، والتي تضرب بجذورها أعماق التاريخ، نتمنى للسعودية المزيد من التقدم والازدهار والرفعة والأمن والامان».
المنظومة الخليجية
من جهته، تقدم سفير سلطنة عمان صالح الخروصي بأطيب التهاني والتبريكات الى القيادة السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإلى السفير السعودي في البلاد الأمير سلطان بن سعد، راجيا للمملكة دوام التقدم والتطور، مؤكدا «المكانة المميزة للأشقاء في السعودية ولأشقائنا في المنظومة الخليجية، مع ما يربط دولنا من علاقات قوية وثابتة ومتينة، وكل عام والمملكة والشعب السعودي بألف خير».
تسوية الخلافات
بدوره، قال السفير اليمني علي منصور بن سفاع: «يسعدني في هذا اليوم المبارك أن أشارك اخواني في السعودية الذكرى الـ93 لليوم الوطني»، واصفاً العلاقات اليمنية ـ السعودية بأنها «ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، ونحن سعداء بهذه المناسبة وبهذه التطورات الطيبة التي حصلت في الآونة الاخيرة في السياسة المتبعة من قبل المملكة، فيما يتعلق بالجانب التنموي أو بعلاقاتها الدولية أو فيما يتعلق بردم الفجوة في كثير من الخلافات التي كان من الممكن أن تكون مستعصية في ظروف تاريخية معينة».
وأضاف بن سفاع أن «القيادة الحكيمة في المملكة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، استطاعت أيضا أن تتغلب على كثير من المسائل، واتجهت اتجاهاً طيباً في المجالات الاقتصادية المكثفة والتنموية»، لافتاً إلى أن «السعودية طرقت مجالات متعددة ولم يعد اعتمادها على النفط فقط، وإنما هناك استثمارات في مجالات كثيرة وواسعة، ونحن في اليمن نشعر بارتياح شديد لما تقوم به هذه الدولة الشقيقة، والتي هي الملاذ الآمن لكل اليمنيين في معالجة ومتابعة كل المشاكل المتعلقة باليمنيين عن كثب».
وتابع: «نُقدر عالياً ما تقوم به المملكة، هذه الدولة الجبارة وبقيادتها الحكيمة في مساعدتنا وتقديم يد العون في كثير من المجالات، وأيضاً الإشكالية الموجودة فيما يتعلق بالبحث عن سلام دائم لليمن، فالحوارات الموجودة اليوم في المملكة مع الانقلابيين الحوثيين ومع كل الأطراف ذات العلاقة، تضع اللبنات الأولى لتأمين المنطقة بشكل عام في مختلف المجالات».في السياق، قال السفير العراقي المنهل الصافي: «سعدنا بالمشاركة في اليوم الوطني السعودي، ونتمنى للمملكة دوام الرفعة والتقدم والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة والشعب السعودي الشقيق»، مشددا على أن «العلاقات بين العراق والسعودية في تقدم وازدهار، وهناك تنسيق عال في كل المجالات الاقتصادية والسياحية والسياسية، ونتمنى أن تزداد هذه العلاقات في الازدهار والتطور في قادم الأيام».
القضية الفلسطينية
بدوره، تقدم السفير الفلسطيني رامي طهبوب بخالص التهنئة والتبريك بهذه المناسبة للمملكة التي شهدت على مدار السنوات التسعين الماضية التطور والتقدم والوقوف الى جانب جميع القضايا العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية.
وأضاف طهبوب: «بالنسبة لفلسطين، فإن دور المملكة العربية السعودية أساسي ومحوري، ونحن نثق ثقة كبيرة بالقيادة السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، ونتمنى كل الخير للمملكة وللشعب السعودي الشقيق، والمزيد من الازدهار والتقدم، ونتطلع إلى أن نرى المملكة من كبرى اقتصاديات العالم خلال السنوات المقبلة».
من جانبه، قال السفير المصري أسامة شلتوت: «باسمي وباسم الجالية المصرية في أرض الكويت الحبيبة أتقدم بأحر التبريكات والتهاني إلى سفير خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن سعد، بمناسبة الذكرى الـ93 لليوم الوطني السعودي»، متمنياً مزيداً من التقدم والازدهار والرخاء للمملكة تحت هذه القيادة الرشيدة.كما تقدم القائم بالأعمال اللبناني أحمد عرفة بالتهنئة إلى السعودية بيومها الوطني، مشددا على أن «المملكة تربطها بلبنان أوثق عرى الأواصر التاريخية، ويربطنا بها تاريخ مشترك، ونتمنى للقيادة السعودية، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة السعودية والشعب السعودي الشقيق، كل التقدم والازدهار».
السعدون: السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تقود العالم
في تصريح له على هامش الحفل، قال رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون إن «الاحتفال بهذه المناسبة يعيد لنا الأمل بأن نرى الأمة العربية وقد أخذت مكانها الطبيعي الذي يجب أن تأخذه بقيادة المملكة العربية السعودية»، مشدداً على أن «السعودية هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تقود العالم، وليس المنطقة فقط».وأضاف السعدون: «حضورنا اليوم واحتفالنا بمثل هذا اليوم الوطني يدعونا بالحقيقة إلى التفاؤل بأنه على الرغم من كل ما نعانيه فإن الأمة العربية ستعود بإذن الله أفضل مما كانت بالسابق».
جوهر: المملكة تعطينا دروساً في التنمية
تقدم النائب حسن جوهر بالتهنئة إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة على مستوى القيادة السياسية والشعب العزيز بهذه المناسبة الوطنية، متمنياً أن تتجدد مثل هذه المناسبات.وأضاف جوهر: «المملكة إن شاء الله من رقي إلى رقي، وما نراه اليوم فيها من عمل دؤوب وإنجازات شيء يثلج صدورنا كخليجيين، ونتمنى المزيد من النجاح والتألق، وتحويل هذه الرقعة المهمة في العالم إلى المصافي العالمية، والمحافظة على عالميتها ورونقها واستراتيجيتها». وتابع: «النفط ليس كل شيء، فاليوم تعطينا المملكة دروساً بأن الاستثمار في المورد البشري، وتنويع مصادر الدخل، والريادة الإقليمية، والانفتاح على العالم، السبيل الوحيد لاستدامة التنمية ورفاهية الشعوب وتعزيز هذه المكانة، فكل التوفيق لأشقائنا في المملكة».