«الصحة» تستخدم الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج والتدريب

نشر في 26-09-2023 | 11:59
آخر تحديث 26-09-2023 | 19:04
رئيس قسم الجراحة في مستشفى جابر الدكتور سليمان المزيدي
رئيس قسم الجراحة في مستشفى جابر الدكتور سليمان المزيدي

مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي حول العالم واستخدامها في مختلف المجالات، بادرت وزارة الصحة الكويتية باستخدامها في التشخيص والعلاج وتدريب كوادرها على مواكبة التطورات المتخصصة وصولاً إلى أفضل الخدمات والرعاية الطبية والصحية.

وحرصت الوزارة على وضع خطط لإدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في مستشفياتها لتحسين سرعة ودقة التشخيصات والكشف عن الأمراض والمساعدة في الرعاية السريرية وتعزيز البحوث الصحية وتطوير الأدوية والعمليات الإدارية.

وعن أهم المبادرات التي أطلقتها المستشفيات الحكومية في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي، قال رئيس قسم الجراحة في مستشفى جابر الدكتور سليمان المزيدي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الثلاثاء إنه ثبت علمياً فوائد الذكاء الاصطناعي في شتى مجالات الطب لاسيما في التشخيص بالأشعة والعمليات الجراحية والأبحاث العلمية.

وأضاف المزيدي أن الذكاء الاصطناعي يُساعد في التقليل من الأخطاء الطبية ويُساهم في تسهيل إجراء العمليات الجراحية المختلفة ضمن وقت أقل من العمليات التقليدية علاوة على أنه يعطي نتائج دقيقة.

وأوضح أنه تم استخدام الذكاء الاصطناعي في مستشفى جابر بالعمليات والمناظير وأجهزة تدفق الدم باستخدام تقنية «ICG» وجهاز الروبوت وفي عدة تخصصات منها الجراحة العامة والمسالك البولية وأمراض النساء والولادة.

وذكر أنه تم إجراء عملية جراحية في مستشفى جابر عبر تقنية حديثة باستخدام جهاز «أولمبس» وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها في منطقة الخليج العربي.

وبيّن أن ذلك استلزم استخدام تقنية ثلاثية الأبعاد مع الواقع المعزز لمساعدة الطبيب في إجراء العملية بشكل ثلاثي الأبعاد وفي الوقت نفسه تعرض أشعة المريض على الشاشة حيث تبين أجزاء الجسم الداخلية.

وقال المزيدي إن مستشفى جابر نجح أيضاً في إجراء أول منظار جهاز هضمي بواسطة الذكاء الاصطناعي للتعرف على أورام القولون والمعدة بدقة متناهية عبر تقنية تطبق للمرة الأولى في الكويت كما أعطى الذكاء الاصطناعي دقة متناهية في كشف الأورام التي كانت لا تُرى بالعين المجردة.



وأفاد بأن هذا الجهاز الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي أثناء إجراء مناظير القولون أو المعدة يهدف إلى زيادة معدل الكشف عن الأورام الحميدة في وقت إجراء التنظير القولوني مما يسهم في سرعة ودقة الاكتشاف وتحسين النتائج السريرية.

وعن وجود مركز تدريبي جراحي في مستشفى جابر متخصص بالذكاء الاصطناعي، كشف المزيدي أنه سيتم افتتاحه في شهر أكتوبر المقبل وهذا المركز يستخدم أحدث التقنيات الحديثة ويساعد على تطوير عمل الأطباء وفيه أجهزة طباعة ثلاثية الأبعاد ومركز أبحاث متكامل.

وأشار إلى أن هناك غرفة في المستشفى تسمى «الواقع الافتراضي» يستطيع الطبيب من خلالها الدخول إلى الواقع الافتراضي حيث يتم عرض عدة حالات مرضية على الأطباء ليتم تدريبهم على اجراء العمليات من خلال أحدث التقنيات.

وكانت منظمة الصحة العالمية أصدرت عام 2021 أول تقرير عالمي لها عن الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة متضمناً ستة مبادئ توجيهية لاستخدامه، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي يفتح فرصاً جمة تبشر بتحسين تقديم خدمات الرعاية الصحية والأدوية في العالم لكنه رهين بوضع الأخلاقيات وحقوق الإنسان في صلب تصميمه واستخداماته.

وأوضحت أن تقريرها بشأن الأخلاقيات وحوكمة الذكاء الاصطناعي لأغراض الصحة جاء ثمرة عامين من مشاورات عقدها فريق خبراء دوليين في وقت قال المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس غيبريسوس إنه على غرار كل تكنولوجيا جديدة ينطوي الذكاء الاصطناعي على إمكانات ضخمة تؤهله لتحسين صحة ملايين الأفراد في العالم.

وأفاد غيبريسوس بأن تقرير المنظمة يقدم للبلدان دليلاً عن كيفية تحقيق الاستفادة القصوى من منافع الذكاء الاصطناعي والعمل في الآن ذاته على التقليل إلى الحد الأدنى من مخاطره وتجنب محاذيره.

وقد بينت «الصحة العالمية» في تقريرها أن الذكاء الاصطناعي يُمكن استخدامه لتحسين سرعة تشخيص الأمراض وإجراء الفحوصات ودقتهما كما الحال في بعض البلدان المتقدمة التي بدأت استخدامه والمساعدة في الرعاية السريرية وتعزيز الأبحاث الطبية وتطوير العقاقير ودعم شتى تدخلات الصحة العامة مثل ترصد الأمراض والاستجابة للفاشيات وإدارة نظم الصحة.

وأشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يُتيح للمرضى التحكم بقدر أكبر في رعايتهم الصحية وتعميق فهمهم لاحتياجاتهم المتطورة والمساعدة في سد النقص بالحصول على الخدمات الصحية في البلدان والمجتمعات التي تعوزها الموارد ويصعب فيها وصول المرضى إلى العاملين في الصحة والمهنيين الطبيين.



back to top