نشرت وكالة أنباء «أمواج ميديا» الإيرانية الإصلاحية المعارضة تقريراً نقلته عن مصادر دبلوماسية في الخارجية الإيرانية يؤكد أن كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، أعلن استعداده التوجه إلى سلطنة عُمان الأسبوع المقبل للقاء برت ماكغورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو ما يعني عملياً أن المرشد الأعلى علي خامنئي سمح بهذا الأمر، بعد أن كان يعارضه في السابق.
وكانت تقارير سابقة أفادت بأن السلطات الأميركية رفضت منح وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الإذن بالمرور في واشنطن على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، رغم تبلغ عبداللهيان من لجنة السياسة الخارجية في مكتب خامنئي، التي يرأسها كمال خرازي، بأن وساطات بين طهران واشنطن أجرت التنسيق اللازم لعقد لقاء سري إيراني ـ أميركي في العاصمة الأميركية.
ولفت مصدر رفيع في الخارجية الإيرانية لـ «الجريدة» إلى أن احتمالات أن يفشل اللقاء بين ماكغورك وباقري كني مرتفعة، لاسيما أن إدارة الرئيس جو بايدن تريد تجنّب أي لقاءات علنية قبل التوصل الى نتيجة ملموسة، حتى لا تتأثر حملة بايدن الرئاسية سلباً بأي فشل.
وقال المصدر، إن لقاءات عبداللهيان في واشنطن فشلت لهذا السبب، حيث تخوف الأميركيون من تسرب الأنباء الى الإعلام، فيما تواجه الإدارة بالفعل ضغوطاً بسبب صفقة تبادل السجناء والإفراج عن أرصدة إيرانية.
وأكد أن المفاوضات المستمرة بين طهران وواشنطن عبر القنوات الأمنية وبوساطة عمانية وقطرية تمضي بشكل جيد، وأن واشنطن لن تخاطر بالقفز إلى مرحلة جديدة.
ويعتبر مراقبون إيرانيون أن هذه التسريبات موجهة للاستهلاك الداخلي في إيران، وهي تتم غالباً من مقربين من حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، التي تريد أن تنسب لها أي إنجازات خارجية على حساب الأجهزة الأخرى.
ويشير آخرون إلى أن الإصلاحيين، الذين لايزالون يتمعتون ببعض النفوذ الدبلوماسي، يقومون أحياناً بتسريب هذه الأنباء لإفشال مساعي حكومة رئيسي.