بعد رسم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الخطوط العريضة للتطبيع مع السعودية على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، قام وفد سعودي يرأسه السفير نايف بن بندر السديري بزيارة تاريخية إلى الضفة الغربية المحتلة هي الأولى منذ تأسيس السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقات أوسلو عام 1994، في خطوة تزامنت مع بدء وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس زيارة علنية غير مسبوقة على الإطلاق إلى الرياض.
وقبل تقديمه أوراق اعتماده إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، طمأن سفير المملكة وقنصلها العام في القدس السديري، الفلسطينيين بأن مبادرة السلام العربية، التي أطلقتها السعودية وتبنتها جامعة الدول العربية في 2002، تشكل «النقطة الأساسية في أي اتفاق قادم» مع إسرائيل.
وأكد السديري أن المملكة تعتزم فتح قنصلية في القدس الشرقية، وقال: «كانت هناك سفارة في «الشيخ جراح» (بالقدس الشرقية)، وإن شاء الله ستكون هناك سفارة».
ورحب عباس بالسديري وأشاد بزيارته المهمة إلى فلسطين وتعيينه سفيراً للمملكة، معتبراً أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز العلاقات.
ووصف المالكي زيارة السفير السعودي إلى رام الله بأنها «لحظة تاريخية في العلاقات المميزة»، مؤكداً أن «خطوة خادم الحرمين وولي العهد تقربنا كثيراً كبلدين وشعبين وقيادتين، وتعكس عمق العلاقات التاريخية بينهما وتطورها».
في هذه الأثناء، قالت وزارة السياحة الإسرائيلية، في بيان، إن «كاتس هو أول وزير إسرائيلي يترأس وفداً رسمياً إلى الرياض للمشاركة في اجتماعات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة»، مبينة أنه من المقرر أن يعقد اجتماعات مع «نظرائه» دون تحديد الدول التي ستشارك في هذه اللقاءات.
وفي تفاصيل الخبر:
تزامناً مع قيام أول وزير إسرائيلي بزيارة للرياض، أجرى وفد سعودي، أمس، زيارة هي الأولى للضفة الغربية المحتلة منذ توقيع اتفاقية أوسلو في عام 1993، فيما تواصل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مساعيها للتوصل إلى اتفاق إقليمي كبير يشمل تطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.
وقام أول سفير للمملكة في فلسطين وقنصلها العام في القدس، السفير نايف بن بندر السديري، بتقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس سفيراً فوق العادة مفوضاً غير مقيم.
واستعرض السديري لدى وصوله إلى مقر الرئاسة في رام الله حرس الشرف، وعزف النشيدان الوطنيان الفلسطيني والسعودي. ورحب عباس بالسديري، وأشاد بزيارته المهمة لفلسطين وتعيينه سفيراً للمملكة، معتبراً أن هذه الخطوة ستسهم في تعزيز العلاقات.
ونقل السديري تحيات الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إلى عباس، وأمل أن تكون زيارته فاتحة لتعزيز المزيد من العلاقات في جميع المجالات، مشدداً على مواقف قيادة المملكة الثابتة والداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
المبادرة العربية
وعقب لقائه مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في رام الله، شدد السديري على أن مبادرة السلام العربية، التي أطلقتها السعودية وتبنتها جامعة الدول العربية في 2002، تشكل «النقطة الأساسية في أي اتفاق قادم» مع إسرائيل.
وتقوم هذه المبادرة على إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967، والتي تشمل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وغزة، ومرتفعات الجولان.
ولفت السديري إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأسبوع الماضي لشبكة «فوكس نيوز»، «أشار فيها بوضوح لاهتمامه البالغ بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني». كما ذكّر بتصريحات أدلى بها أيضاً وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، «بخصوص أهمية القضية الفلسطينية، وحلها على أساس حل الدولتين بما يفضي إلى إقامة دولة فلسطين».
وأكد السديري أن المملكة تعتزم فتح قنصلية في القدس الشرقية، وقال: «كانت هناك سفارة في الشيخ جراح (في القدس الشرقية)، وإن شاء الله ستكون هناك سفارة».
من جانبه، وصف المالكي زيارة السفير السعودي لرام الله بأنها «لحظة تاريخية في العلاقات المميزة». وقال إن «هذه الخطوة من خادم الحرمين وولي العهد تقربنا كثيراً كبلدين وشعبين وقيادتين، وتعكس عمق العلاقات التاريخية بينهما وتطورها».
وبعد أيام من لقاء بايدن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو في نيويورك بحثا خلالها المفاوضات الجارية مع السعودية، قالت وزارة السياحة الإسرائيلية، في بيان، إن وزير السياحة، حاييم كاتس، أصبح أول وزير إسرائيلي يترأس وفداً رسمياً إلى السعودية، مشيرة إلى أنه سيشارك في حدث لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في الرياض.
وتتصاعد الضغوط على نتيناهو لتقديم تنازلات ملموسة للفلسطينيين، فيما تعيش حكومته الأكثر يمينية بتاريخ إسرائيل تجاذبات حادة بعد تهديد حزبين متشددين بالخروج من الحكومة في حال تم تقديم تنازلات للفلسطينيين.
وقلل نتنياهو من أهمية المعارضة، وسط تلميحات إلى إمكانية تشكيل حكومة تضم «ليكود والمعارضة» لتواكب أي اتفاق مع الرياض.
وأشار الكاتب الصحافي الأميركي النافذ توماس فريدمان في تقرير في «نيويورك تايمز» إلى أن بايدن شرح لنتنياهو الخطوات المطلوبة منهما للحصول على الموافقة السعودية، قائلاً: «إذا أردت السلام مع السعودية، أهم دولة عربية ومسلمة، فهذا ما سأفعله، وهذا ما عليك فعله».
وأضاف بايدن: «سأوقع معاهدة دفاعية مشتركة مع السعودية، وسنعمل على برنامج نووي سعودي، وأنت ستقوم بوقف بناء المستوطنات، وتسهيل حركة الفلسطينيين، ومنح السلطة الفلسطينية المزيد من الصلاحيات على مناطقها بموجب اتفاق أسلو».
وتابع بايدن حديثه لنتنياهو: «ستتخلى عن حكومتك الاستيطانية التي شكلتها لتتحاشى المحاكمة والسجن، وستعمل على تشكيل حكومة وطنية تحقق السلام مع الفلسطينيين وإقامة وطن لهم».
إلى ذلك، بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، أمس، مع وزير خارجية السعودية، فيصل بن فرحان، في الدوحة العلاقات الأخوية وسبل تنميتها وتعزيزها، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقال الديوان الأميري القطري، في بيان، إن وزير الخارجية السعودي نقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وتمنياتهما لأمير قطر بموفور الصحة، وللشعب القطري بدوام التقدم والازدهار.