بودي: قصصي من عالم لا ينتمي للعصر الحالي
• في حفل توقيع أعماله الكاملة برابطة الأدباء الكويتيين
أقام الروائي هيثم بودي حفل توقيع برابطة الأدباء الكويتيين، بمناسبة إطلاق كتاب يتضمن الأعمال الكاملة له، وتحدَّث عن تجربته بين الكتابة السردية والعمق التاريخي. وتضمَّن حفل التوقيع كلمة لأستاذة الأدب والتحليل النفسي بجامعة الكويت د. هيفاء السنعوسي، تحدثت فيه عن «شخصيات هيثم بودي... إضاءة نفسية».
وبهذه المناسبة، قالت د. السنعوسي: «حينما أتحدث عن الأديب الكويتي المبدع هيثم بودي أجد نفسي مرتحلة معه لعوالم قديمة لم أعشها، وأجد نفسي في أحضان حكايات جميلة، تنتمي للماضي الأصيل، بكل تفاصيله الجميلة، بصحبة البحر الذي يمثل كويتنا الحبيبة، البحر الذي يعشقه الكويتيون».
وذكرت أنها ترى بودي «يرسم بريشة إبداعه شخصيات جاءت لنا من بوابة الماضي، بمساراتها الاجتماعية وألوانها النفسية دون أن يتقصَّد ذلك، فهو يحمل كاميرته التي صوَّرت وسجَّلت الأحداث التي سمعها من والدته، ثم اشتغلت عليها ملفات الخيال والتحليل والإبداع، فنسجت في مصنع الإبداع عوالم جميلة، تجسد ملاحم كويتية متجذرة بالماضي الذي قد ينكره البعض، وقد يتناساه البعض، لأنه لم يعشه، ولم يسمع عنه، ولا يشعر بالميل نحوه أو التعاطف معه».
وأضافت السنعوسي: «حينما طلب مني بودي كتابة تقديم لكتابه هذا لم أستطع إلا الاستجابة لرغبته، فهو يحلِّق في فضاء جميل أعشق التحليق فيه: الكتابة القصصية، وعشق الماضي الأصيل الذي لم نعشه، وعشق البحر الذي تسري ملوحته في دمي، والذي يضم في أعماقه حكايات أجدادنا البطولية، التي لا يمكن أن نطوي صفحتها أبداً».
قصص جميلة
أما الروائي بودي، فقال إنه شغوف بالتاريخ منذ الصغر، بسبب اتصاله بوالديه، وهو ما كان له أبلغ الأثر في التعرف على ما حدث لهما في فترة شبابهما إبان حقبة العشرينيات والثلاثينيات، لافتاً إلى أن هذا الاتصال يمثل بالنسبة له بساطاً سحرياً إلى الماضي، حيث القصص الجميلة التي تخترق الأزمنة.
وأوضح بودي، في تصريح لـ «الجريدة»، أن الموهبة تعتبر شيئاً مهماً جداً في التخيل، وأنه استطاع استغلال موهبته في تخيل الصور الذهنية التي ذكرها له والداه فيما يتعلق بالحياة اليومية القديمة وشكل البيوت الطينية، وكذلك انتظار واستقبال المسافرين في رحلات التجارة إلى الهند.
وذكر بودي أن «الكثير من هذه القصص لا يراها في وقته المعاصر، كأنه عالم خيال مختلف لا ينتمي إلى عصرنا الحالي، وأن كل ذلك كان بمنزلة ثروة في عقله لمس ضرورة استغلالها الاستغلال الأمثل»، مشيراً إلى أنه درس السيناريو في لندن سنة 1996، لاعتقاده بأنه سيصبح كاتب سيناريو في يوم من الأيام قبل أن يكون روائياً، وأكد أنه عقب عودته إلى الكويت لم يجد من يستقبل باكورة عمله كسيناريست، حيث كان أول إبداعاته الفنية سيناريو عن الطاعون، لكنه شعر بالإخفاق في هذه التجربة، وهذا ما دفعه لضرورة التحرك في طريق آخر، فكانت كتابة القصص القصيرة، وبالفعل شرع في كتابة قصص «الطاعون، النخيل» وكانت انطلاقته منذ ذلك الحين.
وحول مجموعة «الأعمال الكاملة»، أوضح بودي أن الفكرة جاءت عن طريق د. هيفاء السنعوسي، عندما أكدت أن الطلبة يبحثون عن كتبه ولا يجدونها، وطلبت منه تجميع كل أعماله في كتاب واحد، منوها إلى أنها كانت فكرة جميلة تناسب الطلبة الدارسين والمسافرين والقراء وغيرهم.
وبيَّن أن «الأعمال المتكاملة» لم تشتمل على «الهدامة، والدروازة»، نظراً لكمهما الكبير، بل تضمنت الملاحم الكويتية، وقصص النخيل، وقصص الصالحية، إضافة للطريق إلى كراتشي ورواية الفنار، وأيضاً دخان الملاحم، وهي تمثل عملاً جديداً، وقامت برسم غلاف المجموعة رزان العودة.