أقامت مكتبة صوفيا، بالتعاون مع «The language clinic»، ندوة بعنوان «في ثنايا الترجمة». وانقسمت الندوة إلى قسمين؛ الأول كان بعنوان «Chat GPT حليف الترجمة أم غريمها؟»، قدَّمها د. يوسف البدر ومحمد الطيار. والقسم الثاني كان بعنوان «بين ما نكسبه ونفقده في ترجمة الشعر»، قدَّمتها المترجمة نسيبة القصار، وأدار الندوة سلمى المطيري.
وعلى هامش الندوة، بدأ د. البدر حديثه بتساؤل: «هل فعلاً الترجمة الآلية ستحل محل الترجمة البشرية؟»، ليجيب بأن البعض يؤيد هذه النقطة، والبعض يراها ما زالت في طور المرحلة، والبعض يراها مستحيلة جداً، لأن المفردات والكلمة المعجمية، سواء كانت عربية أم غير عربية، تحمل معها معاني وإيحاءات تعكس الفرد، وهذه المعاني قد تكون شخصية غير موجودة في المعاجم الإلكترونية أو الورقية.
وأضاف د. البدر أنه على سبيل المثال أدخل النص المكتوب، وترجم آلياً سيعطي ترجمة آلية ربما تكون بنسبة جيدة، خصوصاً مع التطور الذي يحدث الآن، مبيناً أن الترجمة الآلية يندرج تحتها «Google translate»، وأيضاً عدة برامج أخرى، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي وملحقاته.
وأوضح أن «تلك الترجمة تحتاج إلى تنقيح، وتحرير، وإعادة صياغة، وهنا يأتي دور المترجم البشري، الذي يقوم بصياغة بعض الأمور، وربط الأفكار حتى هذه اللحظة، وفق علمه. إن الترجمة الآلية تعطي مقتطفات وقصاصات من مجمل الحديث أو النص المترجم منه، إضافة إلى المفردات التي تحمل أكثر من معنى».
أصعب الترجمات
من جانبها، قالت القصار، إن الندوة كانت بمناسبة الاحتفال بيوم الترجمة العالمي، ومرور عام على ولادة «The language clinic»، وأنها قدمت ورقة تناولت ترجمة الشعر، المعروف عنه أنه من أصعب الترجمات، لأنه يحتاج أن يكون المترجم شاعراً أو لديه معرفة وميل للشعر. فمترجم الشعر لا يتطلب فقط أن يكون ملماً باللغة والمعنى، بل أن يكون أيضاً على علم بباطن ما يقصده الشاعر في هذا البيت والقصيدة ككل.
وذكرت أنها قدمت نموذجاً لإثراء ورقتها البحثية، وتكلمت عن الشعر التركي، وأعطت مثلاً للشاعر التركي أورخان ولي قانيق، واستعرضت ترجمتين لإحدى قصائده، وقارنت بينهما من حيث جودة الترجمة ودقتها.
وأكدت أن مترجم الشعر يحتاج أن يكون على معرفة بعدة جوانب تتعلق بموروثه الثقافي أو بالموروث الثقافة الأخرى التي يترجم عنها، وأن تكون لغته التصويرية البلاغية ثرية، وغيرها من الأمور.
مترجم جسور
وأوضحت القصار أنه دائماً هناك مساحة كبيرة لمترجم الشعر، فهو لا يترجم فقط، بل يعيد خلق القصيدة من جديد، وختمت: «نعم، الترجمة الشعرية صعبة، ولا يجيدها إلا المترجم الجسور والمتجدد».