في وقت تواصل إيران وإسرائيل تبادل رسائل التهديد، رغم نجاح الأولى في إبرام اتفاق جزئي لتخفيف التوتر مع الولايات المتحدة، عبر تبادل إطلاق سجناء وتحرير أرصدة مجمدة أخيراً، كشف جهاز الشاباك الإسرائيلي، أمس، عن إحباط محاولة إيرانية لتنفيذ اعتداء في إسرائيل تضمنت استهداف شخصيات عامة، بينها وزير الأمن القومي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، وذكر الجهاز أنه اعتقل خلية مكونة من 5 أشخاص بينهم عربيان إسرائيليان.

وذكر «الشاباك» والشرطة والجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه تم إحباط مخطط الشبكة المسلحة التي نشطت في بلدات إسرائيلية وفي الضفة الغربية المحتلة، بموجب تعليمات جهات أمنية إيرانية بهدف تنفيذ أنشطة عدوانية.

Ad

وفي إطار التحقيقات بالقضية، اعتقل «الشاباك» 5 متورطين، 3 منهم من الضفة الغربية، وهم مراد كمامجة من كفر دان، وحسن مغريمة، وزياد شنطي من جنين، ومواطنان إسرائيليان هما حماد حمادي ويوسف حمادي. وأفادت أجهزة الأمن العبرية بأن كلا من مراد وحس عملا بتوجيهات وتعليمات مسؤول يعيش في الأردن، يعمل لمصلحة أجهزة أمنية إيرانية.

انفجار ونفي

وجاء ادّعاء «الشاباك» بشأن مخطط الاعتداء بالتزامن مع نفي وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، تنفيذ تل أبيب لهجمات على منشآت عسكرية في مدينة خرم أباد غرب البلاد أمس.

وعزا وحيدي على هامش اجتماع الحكومة الأسبوعي، أمس، سماع صوت انفجار وهزات بمدينة خرم، ليل الاثنين - الثلاثاء، إلى «زلزال في عمق منخفض»، داعيا الإيرانيين إلى عدم الانجرار وراء الشائعات.

وكانت صحيفة تايمز أوف إسرائيل ألمحت إلى تعرّض «قاعدة الإمام علي»، قرب خرم آباد، التي تحتوي على صواريخ «شهاب 3» التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر، ويمكنها ضرب إسرائيل، لهجوم بعد سماع صوت الانفجار الضخم.

ويأتي اللغط بشأن ما حدث في المدينة الواقعة بمحافظة لورستان غرب إيران بعد يومين من كشف «الحرس الثوري» عن صواريخ قال إنها مخصصة لضرب إسرائيل، التي دعا رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، خلال كلمة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى ضرورة تفعيل تهديد نووي فعلي ضد طهران، قبل أن يقول مكتبه إنه أخطأ بقراءة كلمته، وكان يقصد تفعيل «تهديد عسكري».

قمر ومبادرة

في غضون ذلك، أعلن وزير الاتصالات الإيراني، عيسى زارع بور، أن «الحرس الثوري» تمكّن من إطلاق ثالث قمر صناعي عسكري بنجاح إلى مداره أمس، قبل نحو 3 أسابيع من موعد مقرر لرفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران بشأن برنامجها الصاروخي وفقا للاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقال إن قمر التصوير الصناعي «نور 3» وصل إلى مدار على ارتفاع 450 كيلومترا فوق سطح الأرض.

وأكد قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، أن مؤسسته ستستخدم «نور 3» لتلبية احتياجاتها من المعلومات.

مبادرات نووية

الى ذلك، كشف وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، أن اليابان قدّمت مبادرة لاستئناف المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي بين طهران والولايات المتحدة التي انسحبت منه عام 2018.

لكنّ عبداللهيان ألقى باللوم على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفائه في «الترويكا الأوروبية» بعرقلة المفاوضات بسبب ما وصفه بتقديم مطالب مبالَغ فيها.

وكان عبداللهيان قد كشف في تصريح لوكالة إرنا الرسمية، لدى عودته من نيويورك، أمس الأول، أن سلطان عمان هيثم بن طارق يحاول إعادة إحياء الاتفاق النووي، لكنّه شدد على أن المبادرة العمانية المطروحة «طريقة لتسريع وإعادة جميع الأطراف إلى التزاماتها، ولا يقترح نصاً جديداً».

ودعت وزارة الخارجية الأميركية، إيران إلى اتخاذ خطوات لخفض التصعيد بشأن برنامجها النووي إذا أرادت إفساح المجال للدبلوماسية، وأوضحت أن أولى هذه الخطوات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرّية.

في هذه الأثناء، صرح محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد فرزين، خلال لقاء مع نظيره القطري بندر سعود آل ثاني بأنه تم التوصل إلى تفاهم بشأن الإجراءات المصرفية اللازمة لبدء استخدام نحو 6 مليارات دولار أفرجت عنها واشنطن أخيرا ووضعتها في 6 حسابات بنوك إيرانية بالدوحة ضمن اتفاق تبادل السجناء الذي تم بوساطة قطرية.

علاقات عربية

من جهة ثانية، اعتبر وزير النفط الايراني، جواد أوجي، أن صناعة النفط من شأنها أن تلعب دورا محوريا بتعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة مع السعودية، خلال حضوره مراسم اليوم الوطني السعودي.

وقال أوجي إن «التعاون بين الرياض وطهران سيترك أثره على استقرار الأمن والانتعاش الاقتصادي والازدهار الثقافي والاجتماعي في العالم الاسلامي والمجتمع الدولي».

ووسط مساع إيرانية حثيثة لإعادة تطبيع العلاقات مع الدول العربية، أفادت تقارير إيرانية بأن رئيس البرلمان محمد قاليباف ونظيره المصري حنفي الجبالي أكدا ضرورة التعاون الثنائي بين بلديهما.